الحياة. فو الله لئن شاورته على ذلك لا سلمت منه ، فدفع لهم (١) المال في ذلك اليوم بأسره.
ومدحه في ذي جبلة القاضي يحيى بن أحمد بن أبي يحيى بقصيدة فأثابه عليها بخمس مئة دينار ، وخلعة. وقدمت من تهامة ، وله بيدي مال ، كان قد دفعه إليّ في بعض أغراضه ، وجاءني كتابه إلى زبيد من ذي جبلة يستدعيني إليه ، فوصلته فعند مثولي بين يديه ، قال : ما أهديت لي؟ قلت : كذا وكذا من أشياء كنت قد أعددتها له قال : ما أريد إلا الشعر. قلت : والله ما عملت (٢) كلمة ، ولا أقدر أعملها (٣) ، خوفا من أهل زبيد ، لأنهم ينقمون علي في عمله. فلم يزل يسألني والله حتى أخجلني. واقترحت (٤) على الوزن الذي عمل القاضي يحي بن محمد بن أبي يحيى عليه ، فلما أنشدته قال : قد كنت أثبت القاضي بخمس مئة دينار وخلعة ، وأنا أثيبك مما تحت يدك بمثل ذلك ، وأميزك عنه في الخلعة ، بثيابي التي علي. فقبضت المال والثياب ، وكان ذلك أحد الأسباب التي نقمها على الحبشة ، وهموا بقتلي (٥) بما وقى الله عز وجل. [٦٨].
ومكارم الداعي محمد بن سبأ أكثر من أن تحصى. ومات في سنة ثمان وأربعين وخمس مئة ، وملك بعده ابنه عمران بن محمد بن سبأ ، فمنعني أهل زبيد من السفر إليه ، وقضى الله بتوجهي إلى ديار مصر. رسولا لأمير الحرمين المعظمين سنة إحدى وخمسين وخمس مئة. فأخذت كتابا من الملك الصالح إلى الداعي عمران بن محمد ، أسأله عن تقسيط المال ، الذي مات أبوه محمد الداعي وهو عندي له. وهو ثلاثة آلاف دينار.
فقال لي الداعي عمران بن محمد : ما مضمون كتاب الملك الصالح
__________________
(١) في الأصل : له.
(٢) في الأصل : علمت.
(٣) في الأصل : أعلمها.
(٤) في الأصل : واقترح.
(٥) في الأصل : من قتلي.