تاريخ حصولها عليها إلى سنة ١٨٨٦ كما هو مدون بغلافها الخارجي.
ولقد نعجب حين نتبين أن الكتاب كان في حوزة أوروبي. فليس تجليده فحسب على النمط الغربي ، بل فيه سمات أخرى تؤكد لنا هذا الرأي مما لا يدع مجالا لشبهة ، منها شارات بقلم الرصاص على صفحاته ، وبطاقة بظهر غلافه عليها عبارة «وثائق عن اليمن» مكتوبة بالفرنسية ، ومنها بحق تلك الحالة الفذة التي عليها الجزء المتضمن «تاريخ عمارة» من المخطوط «فهي تبديه كأنه قد نسخ حديثا حتى لأستطيع أن أحكم من صفة ورقه وطريقة كتابته أن تاريخه لا يرجع إلى ما قبل القرن الماضي ، بل لعله يرجع إلى أوائل القرن الحالي».
والمخطوط (رقم ٣٢٦٥ القسم الشرقي ٣٠O) مجلد صغير في حجم الربع يشتمل على ثلاثة أجزاء منفصلة : الأول منها في ٨٥ ورقة ، ويشتمل على بيان بالحوادث التي وقعت في اليمن من سنة ١٢١٥ إلى سنة ١٢٥٨ ه. (١٨٠٠ ـ ١٨٤٢ م). أما الجزء الثاني فمن ٨٤ ورقة أو ١٦٨ صفحة ، وهو تاريخ عمارة. وليس في هذا القسم اسم الناسخ ، ولا تاريخ كتابة النسخة ، ولا يدلنا الخط على براعة الكاتب ، بل قد يسهل أن نتبينه كاتبا لا حظ له من العلم.
أما أخطاء الحذف والتعديل فإنها في الحق كثيرة. ولقد وضح لي أن قصر همي على ترجمة الكتاب لن يجنبني الصعاب ، وكان لدي من الأسباب ما أقنعني بأن الكثير من نقائصه يمكن سد ثغراته إذا استمددت مؤلفات الكتاب الذين أعقبوا عمارة. وقد صدق حدسي ـ كما سوف يظهر من بعد ـ ووجدت ميسورا طبع المتن الأصلي وترجمته سواء بسواء. وما كان هذا العمل ليتحقق ، ولا كنت بالذي أجترىء على القيام به لو لا الاستعانة بتلك المؤلفات.
وسيرة عمارة من بين السير التي كتبها ابن خلكان (١) ، وهو في حديثه عن السنوات المبكرة من حياة صاحب الترجمة ـ أعني إلى وقت ارتحاله
__________________
(١) طبعة دي سلان مجلد : ١ / ٣٦٧ ؛ طبعة مكتبة النهضة المصرية : ٣ / ١٠٧ ـ ١١٣.