به رجل من بني العرجاء ـ سلاطين تلك الناحية ـ واستخلف على مسور رجل ـ يقال له : إبراهيم بن عبد الحميد السباعي الشيعي (١) ، وهو (٢) جد بني المنتاب الذي إليه ينسب مسور ، فيقال : المنتاب.
فلما صار بعبر (٣) محرم ، وثب عليه ابن العرجاء فقتله ، وحين سمع ابن عبد الحميد (٤) ذلك (لزم مسورا وادعى الأمر لنفسه) (٥) ، وخرج من بقي معه بمسور من أهل منصور وحرمه إلى جبل بني أعشب (٦) ، فوثب الناس عليهم ينهبون ويسبون ويقتلون.
ثم حصل بين ابن العرجاء وابن عبد الحميد (٧) اتفاق ، واقتسما البلاد ، ورجع ابن عبد الحميد عن مذهب منصور ، وابتنى جامعا وعمل منبرا ، وخطب (٨) لبني العباس ، وجعل يتبع القرامطة حيث سمع بهم حتى أفناهم ، ولم يبق منهم إلا عدد (٩) قليل بناحية مسور كاتمين أمرهم ، مقيمين ناموسهم برجل منهم يقال له : [يوسف بن موسى بن](١٠) أبي الطفيل فقتله إبراهيم ، فانتقلت الدعوة إلى رجل منهم يقال له : ابن جفتم (١١) ، في أيام المنتاب بعد موت أبيه إبراهيم بن عبد الحميد (١٢) [الشيعي](١٣). (وكان) حازما لا يكاد
__________________
(١) في الأصل : إبراهيم بن عبد المجيد الشيعي ، والتصحيح من كشف : ٤١.
(٢) في الأصل : وقد.
(٣) في الأصل : بعين محرم.
(٤) في الأصل : ابن عبد المجيد.
(٥) زيادة من بغية.
(٦) في الأصل : جيل الحسب ، والتصحيح من بغية ، وصفة : ١١٢.
(٧) في الأصل : عبد المجيد.
(٨) في الأصل : وبايع الخطبة لبني العباس.
(٩) في الأصل : غير شيء تدمه قليلة.
(١٠) زيادة من عيون : ٧ / ١ ـ ٢ ؛ نزهة : ١ / ٣٢ ـ ٣٣.
(١١) ويقول إدريس (عيون : ٧ / ١) : وتفرق من بقي من أصحابه إلى نواحي عمان وقطابة وانكتم أمرهم عن إبراهيم.
(١٢) في الأصل : عبد المجيد.
(١٣) زيادة من بغية.