أحدا. فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ، ومن ضل فإنما يضل عليها. وما الله يريد ظلما للعباد.
واعلموا يا أهل حراز أني بكم رؤوف ، وعلى جماعتكم عطوف ، للذي يجب علي من رعايتكم وحياطتكم ، ويلزمني من عشرتكم وقرابتكم ، أعرف لذي الحق حقه ، ولا أظلم سابقا سبقه ، وأنصف المظلوم ، وأقمع الظالم الغشوم ، وأبث فيكم العدل ، وأشملكم بالفضل. فاستديموا ذلك بالشكر ، ولا تصغوا إلى قول أهل الكفر ، فيحملونكم من ذلك على البغي والعدوان ، والخلاف والعصيان ، وكفر الإنعام والإحسان ، تستوجبوا بذلك تغيير الإنعام وتعجيل الانتقام.
وكتابي هذا حجة عليكم ومعذرة إليكم ، والسلام على من اتبع الهدى ، وتجنب أمور الردى.
والحمد لله على ما أعاد وأبدأ ، وصلواته على من أرشد به من الضلالة وهدى ، سيدنا محمد النبي ، وآله الأئمة الشهداء ، وسلم تسليما ، حسبنا الله ونعم الوكيل». [عيون : ٧ / ٧ ـ ٨]
حاشية (٣) : حدث هذا سنة ٤٥٣ ، وإن قول صاحب (قرة ورقة ٢) :
«وكان الصليحي يد عوسرا للمستنصر ، ويخاف نجاحا في زبيد ، فكان يتلطف له ظاهرا ويعمل الحيلة في قتله» ؛ وقول صاحب الأنباء / دار ٤٠ : «إن الصليحي كتب للمستنصر سنة ٤٥٣ يستأذنه بإظهار الدعوة ، ووجه له بهدية جميلة فلما وصلت إليه أمر له برايات». هذا كله يدل على أن الصليحي كان يدعو سرا للمستنصر قبل سنة ٤٥٢ ، وذلك خوفا من نجاح صاحب تهامة ، فلما تخلص منه في تلك السنة أعلن دعوته للأئمة الفاطميين. ولكنا نرى أن الصليحي كان يدعو للفاطميين سرا وجهرا قبل سنة ٤٥٢ ، ذلك أن الدولة الصليحية كانت تستند في هذا الوقت إلى دولة الفاطميين القوية العزيزة الجانب ، وأن النجاحيين كانت تشد أزرهم إمبراطورية العباسيين المفككة المهيضة الجناح ، التي بلغت من تفككها وضعفها أن أبا الحارث البساسيري أرسلان بن عبد الله التركماني مقدم الأتراك