ببغداد خرج عن طاعة القائم العباسي (عيون : ٧ / ٤٠) ، واستطاع أن يخطب للخليفة الفاطمي المستنصر على منابر بغداد سنة ٤٥٠ ، فعلي بن محمد الصليحي كان يستمد قوته المعنوية والروحية من الخلافة الفاطمية التي بلغت في الشطر الأول من عهد المستنصر أوج عظمتها (عيون ٧ / ٥٥). وكان لا يخاف نجاحا لأن سلطته كانت لا تعدو جزءا من التهايم ، في الوقت الذي كان الصليحي قد تغلب على معظم البلاد اليمنية ، ولكن كان يحذره. وإذا لا يسعنا إلا القول بأن الصليحي كان يدعو للفاطميين سرا وجهرا قبل سنة ٤٥٢ ، وأن الدولة الصليحية كانت أكثر نفوذا واستقرارا بعد قتل نجاح أكبر منافسيها في اليمن. وصارت الخطبة تقام على منابر البلاد التي خضعت للدولة الصليحية العربية للخليفة ، المستنصر والملك علي الصليحي وزوجته السيدة أسماء بنت شهاب ، وزالت بذلك دعوة بني العباس من بلاد اليمن». [ثغر عدن : ١ / ١٣٩ ـ ١٤٠].
حاشية (٤) : وتكملة لسياسة الصليحي الإدارية في البلاد ، استعمل ابنه الأمير المكرم أحمد بن علي على الجند وعلى ما يليها ، واستعمل أخاه السلطان عبد الله بن محمد بن علي على حصن التعكر وما والاه. فلما كان في سنة سبع وخمسين وأربع مئة اختط السلطان عبد الله بن محمد الصليحي مدينة ذي جبلة بأمر أخيه الملك علي بن محمد الصليحي (عيون : ٧ / ١٢٢).
وقيل : إن عبد الله بن محمد الصليحي هو الذي بنى القلعة تعز وابتدأ في تمدينها أيام أخيه علي الصليحي هو وابن أخيه المكرم أحمد بن علي الصليحي ، وكان المكرم بالجند وعمه السلطان عبد الله بن محمد الصليحي في التعكر.
حاشية (٥) : بعد أن استعد الملك علي استعدادا حسنا أوصى ابنه أحمد المكرم «بالعدل وحسن السيرة والسياسة ، وتقوى الله في الجهر والسريرة ، والعمل بأعمال الشريعة ، وإقامة دعائمها والائتمار بأوامرها والانتهاء عن محارمها». [عيون : ٧ / ٨٨].