ذنوبنا ، فإنا لم نخرج عن الطاعة (١) ، ولم نفارق في بيعتك رأي الجماعة ، وإن كنت تقتلنا عن جنايات بني أمية فيكم ، فالله تعالى يقول : [٢](وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى)(٢). فاستحسن المأمون كلامه ، وعفا عنهم جميعا ، وكانوا أكثر من مئة رجل ، وأضافهم إلى أبي العباس الفضل بن سهل ذي الرياستين ، وقيل إلى أخيه الحسن. فلما بويع لإبراهيم بن المهدي (٣) ببغداد ، في المحرم سنة اثنتين ومائتين ، وافق ذلك ورود كتاب عامل اليمن بخروج الأشاعر (٤). وعك [٣] ، عن الطاعة ، فأثنى ابن سهل على [الزيادي وكان اسمه](٥) محمد بن زياد ، وعلي المرواني والتغلبي ، عند المأمون ، وأنهم من أعيان الرجال ، وأفراد الكفاة ، وأشار بتسييرهم إلى اليمن ، [فسير](٦) ابن زياد أميرا ، وابن هشام وزيرا ، والتغلبي حاكما ومفتيا. فمن ولد التغلبي محمد بن هارون ، قضاة اليمن : بنو أبي عقامة (٧). ولم يزل الحكم فيهم متوارثا ، حتى أزالهم علي بن مهدي (٨) حين أزال الحبشة (٩) [٤] ، فخرجوا في الجيش الذي جهزه المأمون إلى بغداد ، إلى محاربة إبراهيم بن المهدي. وحج ابن زياد ومن معه في سنة ثلاث ومئتين ، وسار إلى اليمن ، وفتح تهامة بعد حروب جرت بينه وبين العرب ، واختط (١٠) زبيد [٥] في شعبان سنة أربع ومائتين.
وفي هذا التاريخ مات الفقيه الإمام محمد بن إدريس الشافعي بمصر ، رحمة الله عليه ، وحج من اليمن جعفر مولى بن زياد ، بمال وهدايا سنة
__________________
(١) في ياقوت : عن طاعة.
(٢) سورة فاطر ؛ آية : ١٨.
(٣) في كاي : إبراهيم ابن الخليفة المهدي ، عم المأمون الذي اغتصب عرش الخلافة.
(٤) في ياقوت : الأعاشر ، ولم يذكر عك : وهم عرب يسكنون بوادي زبيد (السلوك / دار / ورقة : ٦١)
(٥) الزيادة من ياقوت.
(٥) الزيادة من ياقوت.
(٦) قلادة : ٢ / مجلد ٢ / ورقة : ٦٣٥.
(٧) عمارة / كاي : ٩٢ ـ ١٠٠.
(٨) يقصد بهم الدولة النجاحية (كاي).
(٩) بغية : ورقة : ٧.