خمس ومائتين ، ووصل (١) إلى العراق ، وصادف المأمون بها ، وعاد جعفر في سنة ست إلى زبيد ومعه ألف فارس [فيها](٢) من مسودة خراسان سبع مئة ، فعظم ملك (٣) ابن زياد ، وملك (٤) إقليم اليمن بأسره : الجبال والتهائم ، وتقلد جعفر هذا الجبال ، واختط بها مدينة يقال لها : المذيخرة بمخلاف ريمة الأشاعر [٦] ذات أنهار وأشجار (٥) واسعة. والبلاد التي كانت لجعفر تسمى إلى اليوم مخلاف جعفر (٦). والمخلاف عند أهل اليمن عبارة عن قطر واسع. وكان جعفر هذا أحد الكفاة الدهاة (٧) ، وبه نمت (٨) دولة ابن زياد ، لأنهم (٩) يقولون ابن زياد وجعفر (١٠) ، وهو الذي اشترط على عرب تهامة ألا يركبوا الخيل. وملك ابن زياد : حضر موت ، وديار كنده [٧] ، والشحر ، ومرباطا ، وأبين ، ولحجا ، وعدن ، والتهايم إلى حلي. وبين حلي ومكة ـ حرسها الله ـ ثمانية أيام. وملك من الجبال الجند وأعمالها ، ومخلاف المعافر ، ومخلاف جعفر ، وصنعاء ، وصعدة ونجران ، وبيحان ، وواصل ابن زياد الخطبة لبني العباس ، وحمل الأموال والهدايا السنية هو وأولاده من بعده ، وهم إبراهيم ومحمد ، هذا الذي هو أولهم ، ثم ملك بعده ابنه زياد بن إبراهيم فلم تطل مدته ، ثم ملك بعده أبو إسحاق بن إبراهيم وطالت مدته. فلما أسن ، وبلغ الثمانين من الملك. تشعب عليه من دولته بعضها. فمن أظهر له بعض ما يكره : ملك صنعاء وهو من أولاد التبابعة [٨] من حمير ، واسمه أسعد بن أبي يعفر ، ولكنه كان يخطب لأبي
__________________
(١) في ياقوت : سار.
(٢) الزيادة من ياقوت.
(٣) في ياقوت : أمر.
(٤) في ياقوت : وتقلد.
(٥) في ياقوت : رياض.
(٦) أنباء / دار : ٣٠.
(٧) في ياقوت : وكان جعفر هذا من الدهاة الكفاة.
(٨) في ياقوت : تمت.
(٩) في ياقوت : ولذلك.
(١٠) في الأصل : ابن زياد وجعفره ؛ وفي الجندي : كان يلقب ابن زياد بجعفر.