إلى صنعاء حرسها الله بعد دخوله إلى زبيد ، فأقام بها اثنتي عشرة سنة (١) لا يريم (٢) عنها.
ومن أخبار مقتل الداعي علي بن محمد الصليحي ، وهو يوم السبت اليوم الثاني عشر من ذي القعدة سنة (ثلاث وسبعين) وأربع مئة (٣) ، وقيل في سنة تسع وخمسين وأربعمائة ، وهي رواية صحيحة [٣١] ، ثم ولى السلطان (٤) الداعي المظفر في الدين ، وليّ أمير المؤمنين ، علي بن محمد ، أعمال الحصون والجبال لقوم يثق بهم ، وأخذ الملوك الأكابر في صحبته ، وأخذ معه زوجته الحرة أسماء بنت شهاب أم الملك المكرم ، وعزم على التوجه إلى مكة حرسها الله تعالى ، وولى ابنه المكرم : صنعاء واستخلفه (٥). وتوجه في ألفي فارس ، ومن آل الصليحي مائة وستون ، حتى إذا كان بالمهجم ، ونزل في ظاهرها بضيعة يقال لها أم الدهيم ، وبئر أم معبد ، وخيمت عساكره والملوك التي معه من حوله ، مثل معن و (علي) (٦) بن معن ، وابن الكرندي ، وابن التبعي ، ووائل بن عيسى الوحاظي ، ونظراءهم من الملوك الذين أخذهم الصليحي خوفا منهم أن يثوروا بعده على البلاد. ولم يشعر الناس وهم مرتبون في أحوالهم متفرقون في أنديتهم ، وانكشف الخبر عن قطع رأس السلطان (٧) علي وأخيه عبد الله بن محمد الصليحي ، وأحيط بالناس فلم ينج منهم أحد ، وانتقل (الأمر) إلى سعيد بن نجاح الأحوال ، ورماهم بالحراب ، وأبقى على وائل بن عيسى الوحاظي ، وعلي بن معن ، وابن الكرندي ، وقتل من بقي ، وسبى أسماء بنت شهاب أم
__________________
(١) كانت موقعة الزرائب سنة ٤٥٠ (عيون : ٧ / ١٤). ولما كان الصليحي قد قتل سنة ٤٥٩ كما ذكر (عيون : ٧ / ٨٨ ؛ كفاية : ٤٩ ؛ أنباء / دار ٤١ ؛ السجلات رقم ٤٠) ، فإن خبر إقامته ١٢ سنة في زبيد بعد موقعة الزرائب خبر غير صحيح. (حاشية : ٣٠).
(٢) في الأصل : لا يبرح عنها.
(٣) راجع حاشية : ٣١ (كاي) والتعليق عليها.
(٤) في الأصل : الأمير.
(٥) خريدة : ٢ / ورقة : ٢٧٩.
(٦) الزيادة من سلوك / دار.
(٧) في الأصل : الأمير.