وكان مولدها سنة أربعين وأربع مئة (١) ، وتولت أسماء بنت شهاب تأديبها وتهذيبها. ويقال إنها قالت يوما لأسماء : رأيت البارحة كأن بيدي مكنسة ، وأنا أكنس قصر مولانا. فقالت لها أسماء : كأني بك والله يا حميراء ، وقد كنست آل الصليحي وملكت أمرهم. وأما صفتها فكانت بيضاء حمراء ، مديدة القامة معتدلة البدن. إلى السمن أقرب ، كاملة المحاسن ، جهورية (٢) الصوت ، قارئة ، كاتبة ، تحفظ الأخبار والأشعار والتواريخ (٣). وما أحسن مما كانت تلحقه بين سطور الكتاب عنها من اللفظ والمعنى (٤). وبنى (٥) بها المكرم أحمد بن علي في أيام أبيه علي بن محمد الصليحي ، عام ثمان وخمسين (٦) وأربع مئة ، فولدت له أربعة أولاد : محمدا وعليا وفاطمة وأم همدان. فأما محمد وعلي فماتا طفلين بصنعاء (٧) ، وأما أم همدان فتزوجها السلطان أحمد بن سليمان الزواحي (٨) ، وهو ابن خالها ، فرزقت منه عبد المستعلي (٩). وأما فاطمة بنت الحرة الملكة من المكرم بن علي ، فتزوجها شمس المعالي علي بن الداعي سبأ بن أحمد ، وماتت أم همدان سنة ست عشرة وخمس مئة ، وأما فاطمة فماتت بعد أمها بعامين ، وذلك في سنة أربع وثلاثين وخمس مئة.
وسمعت غير واحد من شيوخ ذي جبلة يقول : إن الصليحي كان يخصها من الإكرام في حال صغرها (١٠) ، بما لا يماثلها فيه أحد ، ويقول
__________________
(١) عيون : ٧ / ٢٢١.
(٢) في الأصل : جوهرية.
(٣) في كفاية : ٥١٧ : «وأيام العرب».
(٤) j.R.C.A.S.١٣٩١ ,P.٠١٥.
(٥) معناها : وتزوج بها.
(٦) في الأصل : إحدى وستين والتصحيح من عيون : ٧ / ٢٢١ ؛ الصليحيون : ١٤٧.
(٧) سأذكرهما فيما بعد (انظر حاشية : ٣٧ هامش (٢) (كاي).
(٨) اسمه : أحمد بن سليمان بن عامر بن سليمان بن عبد الله الزواحي (الصليحيون : ١٤٧).
(٩) وتوفيت سنة ٥١٦ ه.
(١٠) في الأصل : صغره.