لأسماء : أكرميها فهي والله كافلة ذرارينا ، وحافظة هذا الأمر على من بقي منا. قالوا : وسمع غير ذلك منه في غير موطن (٩).
وأما سبب انتقال المكرم بن علي من صنعاء إلى مدينة ذي جبلة ، فإن المكرم حين ماتت والدته ، الحرة أسماء بنت شهاب ، فوض الأمر إلى زوجته هذه ، الملكة السيدة بنت أحمد ، واستروح إلى السماع والشراب. واستبدت الملكة السيدة بنت أحمد بالأمر. ويقال إنها استعفته في نفسها. وقالت له : إن امرأة تراد للفراش لا تصلح لتدبير ، فدعني وما أنا بصدده (١) ، فلم يفعل.
ثم إنها ارتحلت من صنعاء في جيش جرار ، وتركته في صنعاء ، وارتادت ذي جبلة. وجبلة كان رجلا يهوديا يبيع الفخار في الموضع الذي بنيت فيه دار العز الأول ، وبه سميت المدينة [٣٦]. وأول من أختط ذي جبلة ، عبد الله بن محمد الصليحي المقتول بيد الأحوال مع أخيه السلطان (٢) علي بن محمد الصليحي ، الداعي ، يوم المهجم (٣) ، وكان أخوه قد ولاه حصن التعكر. وهذا الحصن مطل على ذي جبلة ، وهي في سفحه ، وهي مدينة بين نهرين جاريين في الصيف والشتاء ، واختطها عبد الله بن محمد سنة ثمان وخمسين وأربع مئة ، ثم حشرت الرعايا في مخلاف جعفر تحت ركابها ، (و) (٤) لما عادت إلى صنعاء ، قالت (٥) إلى المكرم ، أرسل يا مولانا إلى (٦) أهل صنعاء فليحتشدوا في غد ، ليحضروا إلى هذا الميدان ، فلما حضروا قالت له : أشرف عليهم (و) (٧) انظر ماذا ترى. فلم يقع طرفه إلا على برق السيوف ، ولمع البيض والأسنة.
__________________
(١) قرة / ورقة : ٢٤ : «إن المرأة التي تراد للفراش لا تصلح لتدبير أمر فدفعني وما أنا بصدده».
(٢) في الأصل : الأمير.
(٣) كان ذلك سنة ٤٥٩ ه.
(٤) زيادة اقتضاها السياق.
(٥) في الأصل : وقالت.
(٦) في الأصل : على.
(٧) زيادة اقتضاها السياق.