وأصاب مقدمهم جدرى فمات ، فحملوه إلى بغداد ودفنوه بها.
وما ذكرناه من خبر التركمان ومقدمهم ، ذكره بعض من عاصرناه فى تاريخه ، وأكثر ظنى أنه شيخنا ابن خلدون. والله أعلم.
وما ذكرناه من هرب ابن أبى هاشم منهم ذكره ابن الأثير ؛ لأنه قال ـ فى أخبار سنة أربع وثمانين وأربعمائة ـ : فيها وصل ابن أبى هاشم أمير مكة مستغيثا من التركمان. انتهى.
وذكر ابن الأثير فى كامله : أن محمد بن أبى هاشم ـ هذا ـ فى سنة ست وثمانين وأربعمائة ، سير عسكرا لينهبوا الحاج ، فلحقوهم بالقرب من مكة ، فنهبوا كثيرا من أموالهم وجمالهم ، فعادوا إليها وأخبروه وسألوه أن يعيد إليهم ما أخذ منهم ، وشكوا إليه بعد ديارهم ، فأعاد بعض ما أخذه منهم ، فلما أيسوا منه ساروا من مكة عائدين على أقبح صفة.
فلما بعدوا عنها ظهر عليهم جموع من العرب فى عدة جهات ، فصانعوهم على مال أخذوه من الحاج بعد أن قتل منهم جماعة وافرة ، وهلك كثير بالضعف والانقطاع ، وعاد السالم منهم على أقبح صورة. انتهى.
وهؤلاء الحجاج من حجاج الشام على ما ذكر ابن الأثير.
وذكر صاحب المرآة : أن ابن أبى هاشم ـ هذا ـ : كان فى سنة اثنتين وستين وأربعمائة: أخذ قناديل الكعبة وستورها وصفائح الباب ، وصادر أهل مكة حتى هربوا منه. انتهى.
وذكر ابن الأثير : أنه توفى فى سنة سبع وثمانين وأربعمائة ، وقد جاوز سبعين سنة ، قال: ولم يكن له ما يمدح به.
وذكر الذهبى وفاته وسنه : بمعنى ما ذكره ابن الأثير ، وقال : كان ظالما قليل الخير. انتهى.
وذكر شيخنا ابن خلدون : أن ابن أبى هاشم ـ هذا ـ : جمع أنجادا (٢) من الترك ،
__________________
(٢) النّجدة : الشّجاعة. ورجل نجد ونجد : أى شديد البأس ، وقيل : أنجاد : جمع الجمع ، كأنه جمع نجدا على نجاد ، أو نجود ، ثم نجد ، قاله أبو موسى. ولا حاجة إلى ذلك ، لأن أفعالا فى فعل وفعل مطّرد ، نحو عضد وأعضاد ، وكتف وأكتاف. انظر : النهاية فى غريب الحديث والأثر (نجد).