فأعجبته مكة. فقال : «اللهم ارزقنى الإمامة بها سنة» ، فسمع هاتفا يقول : «بل ثلاثين سنة» ، فكان كذلك.
توفى بمكة فى أوائل المحرم سنة ستين وثلاثمائة. انتهى.
وقال ابن رشيد فى رحلته : وقرأت بخط شيخنا الخطيب الصالح أبى عبد الله بن صالح ما نصه : وجد بخط أبى جعفر أحمد بن محمد بن ميمون الطليطلى ما نصه : سألنا أبا الفضل محمد بن أحمد البزار : متى توفى الآجرى؟ فقال : توفى ـ رحمهالله ـ يوم الجمعة أول يوم من المحرم سنة ستين وثلاثمائة بمكة ، ودفن بها.
وكان بلغ من العمر ـ ستّا وتسعين سنة أو نحوها.
وقال غيره : وجاور بمكة ثلاثين سنة ، رحل من بغداد إليها فاستوطنها إلى أن توفى.
وكان يدعو كثيرا أن لا تبلغه سنة ستين ، فما مضى من أول يوم من السنة إلا ساعة أو نحوها ، حتى توفى.
ونسب إلى قرية من قرى بغداد ، يقال لها : آجر. انتهى ما نقلته من خط الخطيب أبى عبد الله محمد بن صالح.
وفيما ذكره ابن خلكان : من أن الآجرى كان شافعيا نظر ؛ لأنه حنبلى.
ومن تصانيفه : «كتاب الشريعة» ، وكتاب «التفرد والعزلة» ، و «الأربعون» ، و «الثمانون» ، وغير ذلك. ووقع لنا حديثه عاليا.
أخبرناه أبو هريرة عبد الرحمن بن أبى عبد الله الذهبى ، وعلى بن محمد بن أحمد بن منصور السلمى ، بقراءتى عليه بجامع دمشق فى الرحلة الأولى ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد الدمشقى ، قراءة وسماعا بالمسجد الحرام : أن أبا العباس أحمد بن أبى طالب الصالحى أخبرهم ، قال : أخبرنا أبو النجا عبد الله بن عمر البغدادى سماعا ، قال : أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقى ، قال : أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران ، قال : أخبرنا أبو بكر الآجرى ، قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلوانى ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قال : حدثنا زهير ، يعنى : ابن معاوية ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمى ، قال : سمعت علقمة بن وقاص الليثى ، يقول : سمعت عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى.