وسمع من أبيه بعض صحيح البخارى. وعنه أخذ خطابة الحرم سنة أربع وسبعمائة ، ودامت ولايته لها.
وكان فاضلا ، له نظم ونثر وخطب ، وفيه كيس ومروءة وكرم وحسن خلق.
سمع منه البرزالى شيئا من نظمه ، وما علمته حدث إلا بنظمه.
وذكر أنه توفى يوم الجمعة السادس والعشرين من ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة. ودفن من يومه بالمعلاة بعد الصلاة عليه عند باب الكعبة ، وكان له مشهد عظيم.
وبلغنى عن الشيخ خليل المالكى أنه رأى ـ بعد موت البهاء الخطيب ـ امرأة من أقاربه فى المنام ، فقالت للشيخ : هذا البهاء مسكين ما أحد يقرأ له شيئا ، ما أحد يهدى له شيئا ، فقرأت له بعد ذلك شيئا من القرآن وأهديته إليه ونمت ، فرأيت المرأة التى رأيتها فى المنام ، فقالت لى : جزاك الله عنه خيرا ، أحسنت إليه. هذا معنى ما بلغنى عن الشيخ خليل.
أنشدنى الإمام أبو اليمن محمد بن أحمد بن إبراهيم الطبرى ، بقراءتى عليه بالحرم الشريف ، قلت له : أنشدك الحافظ علم الدين القاسم بن محمد البرزالى إجازة ، أن خطيب مكة بهاء الدين محمد بن عبد الله بن المحب الطبرى ، أنشده لنفسه بمنزله بمكة فى يوم الجمعة السادس عشر من الحجة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة ، فقال :
أرانى اليوم للأحباب شاك |
|
وقدما كنت للأحباب شاكر |
وما لى منهم أصبحت باك |
|
أباكر بالمدامع كل باكر |
نهارى لا يزال القلب ساه |
|
وليلى لا يزال الطرف ساهر |
أذاقونى عنادا طعم صاب |
|
وقالوا كن على الهجران صابر |
وها قلبى إلى الأحباب صاغ |
|
يميل إلى رضاهم وهو صاغر |
أحن إلى لقاهم كل عام |
|
وأرجو وصلهم فى شعب عامر |
أهيل الجود مقصد كل حاج |
|
وليس لهم عن الأحباب حاجر |
سقى ربعا حواهم كل غاد |
|
وصين جمالهم من كل غادر |
ومن شعره ـ على ما بلغنى عن جدى القاضى أبى الفضل النويرى هذه الأبيات الثمانية ، وهى أربعة مقاطيع.
منها : مقطوع أنشده للسلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون بمصر ، وأظن ذلك لما