تعليمه وردعه عنه مهما أمكن ، وإنكاره الوعيد فى حق سائر العبيد ، كذب وردّ لإجماع المسلمين ، وإنجاز من الله عزوجل للعقوبة ، فقد دلت الشريعة دلالة ناطقة ، أن لابد من عذاب طائفة من عصاة المؤمنين ، ومنكر ذلك يكفر.
عصمنا الله من سوء الاعتقاد ، وإنكار المعاد. والله أعلم». وكتب محمد بن يوسف الشافعى.
ذكر جواب القاضى زين الدين الكنتانى الشافعى ، مدرس الفخرية والمنصورية بالقاهرة :
«الله الموفق ، زعم المذكور أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أذن له فى وضع الكتاب المذكور ، كذب منه على النبى صلىاللهعليهوسلم ، فإن الله تعالى بعث النبى صلىاللهعليهوسلم هاديا (وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً) [الأحزاب : ٤٣] ، هذا فى هذه الدار ، فكيف أحواله فى دار الحق؟.
أما قوله فى آدم : فكذب من جهة الاسم ، وكفر من جهة المعنى ، إن أراد بالحق مالك الملك الغنى عن العالمين.
وأما قوله : الحق هو الخلق. فهو قول معتقد الوحدة ، وهو قول كأقوال المجانين ، بل أسحاق من هذا ، للعلم الضرورى بأن الصانع غير المصنوع.
وأما قوله : إن التفريق والكثرة. فهذا قول القائلين بالوحدة أيضا ، الذين ظاهر كلامهم لا يعتقده عاقل ، فإن أجلى الضروريات ، كون كل أحد يعلم أن غيره ليس هو هو ، وأنه هو ليس غيره.
وقوله فى قوم هود ، كفر ؛ لأن الله تعالى أخبر فى القرآن عن عاد ، أنهم كفروا بربهم ، والكفار ليسوا على صراط مستقيم.
فالقول بأنهم كانوا عليه [كذب](٢) بصريح القرآن ، وإنكار الوعيد فى حق من حقت عليه الكلمة من تحقيق الوعيد فى القرآن ، تكذيب للقرآن ، فهو كفر أيضا ، ومن صدق المذكور فى هذه الأمور أو بعضها مما هو كفر ، يكفر ، ويأثم من سمعه ولم ينكره ، إذا كان مكلفا ، وإن رضى به كفر ، والحالة هذه». وكتب عمر بن أبى الحرم الشافعى.
__________________
(٢) ما بين المعقوفتين أضيف ليستقيم المعنى.