بلعنتك ، وافترقنا. قال : ثم اجتمعنا فى بعض متنزهات مصر فى ليلة مقمرة. فقال لنا : مر على رجلى شىء ناعم ، فانظروا. فنظرنا فقلنا : ما رأينا شيئا. قال : ثم التمس بصره ، فلم ير شيئا.
هذا معنى ما حكاه لى الحافظ شهاب الدين بن حجر العسقلانى.
وقد عاب تصوف ابن عربى بعض الصوفية ، الموافقين له فى القول بالوحدة ؛ لأن عبد الحق بن سبعين الآتى ذكره ، قال : إن تصوف ابن عربى فلسفة جمحة ، وهذا مشهور عن ابن سبعين ، ويا ويح من بالت عليه الثعالب.
وقد أتينا فى ترجمة ابن عربى ، بما لا يوجد مثله مجموعا فى كتاب. وقد عنى بعض أهل العصر ، الذى ليس لهم كثير نباهة ولا تحصيل ، بتأليف ترجمة لابن عربى ، ذكر فيها أشياء ساقطة ، وبينا شيئا من ذلك ، فى الترجمة التى أفردناها لابن عربى ، بسؤال بعض الأصحاب لى فى ذلك ، وهى مختصرة مما فى هذا الكتاب ، وفيها زيادات قليلة ، ولكنها على غير ترتيبه.
وتوفى ابن عربى فى ليلة الجمعة ، الثانى والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وستمائة بدمشق. ودفن بصالحيتها ـ وقبره بها يعرف ـ بتربة بنى الزكى.
٣٢٣ ـ محمد بن على بن أبى راجح بن محمد بن إدريس العبدرى ، الشيبى الحجبى المكى ، جمال الدين بن نور الدين :
شيخ الحجبة ، وفاتح الكعبة المعظمة. ولى فتح الكعبة المعظمة بعد موت قريبه ، فخر الدين أبى بكر بن محمد ، بن أبى بكر الشيبى ، فى صفر أو ربيع الأول ، سنة سبع عشرة وثمانمائة. ولم يزل متوليا لذلك ، حتى مات ، وكان فيه خير وسكون.
وجود الكتابة ، وسكن زبيد مدة سنين ، وصار يتردد منها إلى مكة ، ثم استقر بها من حين ولى فتح الكعبة إلى حين وفاته.
وكانت وفاته قبيل الظهر من يوم الخميس ثالث عشر جمادى الأولى ، سنة سبع وعشرين وثمانمائة بمكة. وصلى عليه فى الساباط ، الذى خلف مقام إبراهيم الخليل عليهالسلام ، ونادى المؤذن للصلاة عليه فوق زمزم ، بعد صلاة العصر ، ودفن بالمعلاة ، وقد بلغ الستين ، ظنا غالبا.
__________________
٣٢٣ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٨ / ١٨٢ ، البدر الطالع ٢ / ٢١٤ ، شذرات الذهب ٧ / ٢٢٣ ، الأعلام ٦ / ٢٨٧ ـ ٢٨٨).