قال : وسمعت الشيخ شهاب الدين أحمد بن الشيخ العارف بالله ، القدوة : أبى الحسن الشاطبى ـ رضى الله عنه ـ يقول : كتب والدى ، رحمهالله ، إلى بعض أصحابه كتابا ، فقال فيه : والخير يطمع فى مثله ، ولا يرجى الفضل إلا من محله.
قال : وسمعته يقول : لما أقام والدى بالديار المصرية ، كتب إلى أصحابه بتونس : كنا عندكم نعبد الله على الصبر ، ونحن فى بلد نعبد الله فيها على الشكر.
وقال : وسمعته يقول ـ يعنى الشيخ سراج الدين عمر بن الشيخ مجد الدين على بن وهب القشيرى ، المعروف بابن دقيق العيد ـ يقول فى مجلس تدريسه بمدينة قوص : كان والدى رحمهالله تعالى فى آخر عمره ، تخرج إليه يد فى كل يوم بعد صلاة الصبح من القبلة فتصافحه ، ثم ترجع.
وقال : أعطانى الشيخ الصالح القدوة زين الدين محمد بن منصور الإسكندرى ، عرف بابن القفاص ، كتابا كتبه بخطه وناولنيه بثغر الإسكندرية ، سنة ست وثمانين وستمائة ، وفيه مكتوب ، فذكر شيئا ، ثم قال : وفى ذلك الكتاب أيضا : جاء رجل من أهل بغداد إلى الشيخ الفقيه العالم محيى الدين أبى الحسن على بن محمد القرميسينى (٨) يطلب منه إجازات لأناس من أهل بغداد. فامتنع الشيخ رضى الله عنه من إجابته لذلك. ثم أنشد رضى الله عنه :
لعب دعونى نحوه |
|
والجد أولى بالرجال |
لا استجيز ولا أجي |
|
ز ولست أرضى بالمحال |
كم مظهر طلبا بح |
|
ق وهو يرتع فى الضلال |
٤٠٧ ـ محمد بن أبى الخير محمد بن عبد الرحمن بن أبى الخير محمد بن أبى عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسنى الفاسى المكى المالكى ، يكنى أبا البركات ، ويلقب بالجمال :
ولد فى ليلة مستهل المحرم ، سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بمكة ، وبها نشأ ، وحفظ مختصرات فى فنون من العلم ، واشتغل بالعلم ، وناب عنى فى الحكم مرتين ، وولى إمامة المالكية بالمسجد الحرام ، بتفويض من السلطان بمصر ، لا من قاضى القضاة الشافعى بها ،
__________________
(٨) نسبة إلى قرميسين وهى مدينة بجبال العراق على ثلاثين فرسخا من همذان عند الدينور.
انظر معجم البلدان (قرميسين).
٤٠٧ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٩ / ١٠٥).