عقيب سفر الحاج منها ، فى سنة تسع عشرة وثمانمائة ، فأتى مكة فى خامس ذى الحجة منها.
وفى بكرة سادس ذى الحجة منها قرئ توقيعه بالإمامة ، بحضرة أمير الحاج وغيره من الأعيان. وباشر الصلاة من ظهر هذا اليوم ، إلى اليوم الرابع أو الخامس من جمادى الأولى ، سنة عشرين وثمانمائة ، لوصول توقيع شريف سلطانى من مصر ، وخط قاضى القضاة بعود من كان قبله للإمامة ، وهو الإمام شهاب الدين أحمد بن الإمام نور الدين على بن أحمد النويرى ، وأخوه الإمام ولى الدين أبى عبد الله. وكان أبو عبد الله غائبا بمصر ، وهو المرسل بولايته وولاية أخيه. وكان أخوه شهاب الدين متواريا بمكة ، لأمر اقتضاه الحال ، فباشر ذلك نائبهما ، ولم يقدر للجمال محمد بن أبى الخير هذا ، عود لإمامة المالكية ، حتى توفى. وجاءه توقيع بنيابة الحكم عنى ، ثم انفسخ حكمه.
ومات ـ والأمر على ذلك ـ فى ليلة الاثنين سادس المحرم ، سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة بمكة المشرفة ، ودفن بالمعلاة فى بكرة هذا اليوم ، عقيب الصلاة عليه بالمسجد الحرام ، فى صحنه بقرب سقاية العباس رضى الله عنه.
وكان أوصى أن لا يصلى عليه إلا خارج المسجد ، عند بابه المعروف بباب الجنائز.
٤٠٨ ـ محمد بن محمد بن عبد المؤمن بن خليفة الدكالى أبو الخير بن البهاء المكى :
سمع من القاضى عز الدين بن جماعة ، واشتغل بالعربية على الشيخ أبى العباس بن عبد المعطى ، بمكة. ثم انتقل إلى مصر ، وأقام بها نحو عشرة أعوام ، حتى مات فى أوائل سنة إحدى وتسعين وسبعمائة ، سامحه الله.
وبلغنى أنه كان شديد الذكاء.
٤٠٩ ـ محمد بن محمد بن عبد المؤمن بن خليفة الدكالى ، أبو الفضل بن البهاء المكى ، يلقب بالكمال :
ولد فى سنة أربع وستين وسبعمائة أو قبلها بقليل ، وهو الظاهر ، لما يأتى ذكره.
وسمع على القاضى عز الدين بن جماعة بمكة ، فى سنة سبع وستين وسبعمائة أربعينه
__________________
٤٠٨ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٩ / ١٣٢).
٤٠٩ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٩ / ١٣٤).