جماعة من شيوخنا الشاميين ، وحفظ كتبا علمية ، وحضر دروس شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، وسعى فى نيابة الحكم عنه بمكة وغير ذلك ، فما تم له ما أراد ، ثم سكن مصر إثر ذلك ، ووصل منها إلى مكة فى موسم سنة ست عشرة ، وعاد إليها فى التى بعدها ، وسعى لأبيه فى قضاء الشافعية بمكة ، بعد شيخنا المذكور ، فتم له ذلك ، وكان سعى فيه قبل ذلك لأبيه غير مرة ، فما تم له مراد.
٤٣٤ ـ محمد بن محمد بن محمد بن سعيد ، يلقب بالشرف بن الضياء الهندى الحنفى :
سمع بمكة من ابن حبيب ، وابن عبد المعطى وغيرهما.
وتوفى فى سنة ست وسبعين وسبعمائة بالقاهرة.
٤٣٥ ـ محمد بن محمد بن محمد بن سعيد الصاغانى. يلقب بالكمال بن الضياء المكى الحنفى ، أبو الفضل :
ولد بمكة فى النصف الأخير من ليلة ثالث عشر ربيع الآخر سنة تسع وستين وسبعمائة. وسمع بها على بعض شيوخنا ، وقرأ على شيخنا شمس الدين بن سكر ، أشياء من الحديث ، وسمعت ذلك بقراءته ، وأجاز له ـ من دمشق ـ ابن أميلة ، وصلاح الدين ابن أبى عمر وغيرهما. وما علمته حدث ، وعنى بالفقه وغيره.
وسكن قبل وفاته بسنين كثيرة ، وادى نخلة ، ثم استقر منها بخيف بنى عمير. وكان يؤم الناس به ، ويخطب ، ويعقد الأنكحة ، وتعانى التجارة إلى رهاط (١) وشبهها ، فى دنيا قليلة. وكان قد حصل على جانب من تركة أبيه ، ثم على ثمن عقار ، ورثه وابن له ، من زوجته فاطمة بنت برهان الدين المرشدى ، وأذهب جميع ذلك ، وبعد إذهابه لذلك ، سكن وادى نخلة ، إلى أن توفى فى السادس عشر من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة ، بخيف بنى عمير ، ونقل إلى المعلاة ، ودفن بها فى بكرة يوم الأحد سابع عشرة ، وهو فى أثناء عشر الستين ؛ وهو سبط يوسف القروى.
__________________
٤٣٥ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٩ / ٢٢١).
(١) رهاط : بضم أوله ، وآخره طاء مهملة ، موضع على ثلاث ليال من مكة ، وقال قوم : وادى رهاط فى بلاد هذيل. وقال عرام فيما يطيف بشمنصير : وهو جبل قرية يقال لها : رهاط بقرب مكة على طريق المدينة ، وهى بواد يقال له : غران. انظر : معجم البلدان (رهاط).