وقد تكلّم فيه من غير ما وجه ، منها : أن الحافظ قطب الدين الحلبى قال فى تاريخه : قال : الشيخ أبو حيان الأندلسى : أخبرنى شيخنا الناقد أبو على بن أبى الأحوص ، أن بعض شيوخهم عمل أربعين حديثا ، فأخذها ابن مسدى ووصل بها أسانيده وأدعاها. ومنها لما فيه من التشيع والبدعة ؛ لأنه نظم قصيدة نحوا من ستمائة بيت نال فيها من معاوية ـ رضى الله عنه ـ وذويه ، على ما ذكر الذهبى ، وذكر أن العفيف المطرى ، أراها له ، وأنه سمع التقى العمرى يقول : سألت أبا عبد الله بن النعمان عن ابن مسدى ، فقال : ما نقمنا عليه غير أنه تكلم فى أم المؤمنين عائشة. انتهى.
وقد تكلم ابن مسدى أيضا ، فى جماعة كبار ، فلا جرم ، أنه توفى مقتولا غيلة ، مقطوع اللسان ، على ما بلغنى بمنزله برباط القزوينى على باب السدة ، واتهم الأمير به جماعة وحلفوا ، وطل دمه.
وكانت وفاته يوم السبت العاشر من شوال ، سنة ثلاث وستين وستمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة من يومه.
كذا وجدت وفاته بخط أبى العباس الميورقى والقطب القسطلانى.
ووجدت بخط الشريف أبى القاسم الحسينى فى وفياته ، وغيرها ، أنه توفى فى حادى عشر شوال ، وهذا مخالف لما ذكرناه ، وهما أعرف بوفاته ، والله أعلم.
ولعل سبب الخلاف ، اختلاف حصل فى مبدأ الشهر ، والله أعلم.
وأما كلام الإمام رضى الدين محمد بن على بن يوسف الشاطبى اللغوى النحوى المقرئ ، نزيل القاهرة ، فى ابن مسدى هذا ، فمحمول على الممازحة.
أشار إلى ذلك الحافظ أبو الفتح بن سيد الناس اليعمرى ؛ لأنه سئل عمن تكلم فى ابن مسدى ، فذكر له ترجمة ، بين فيها أشياء من حاله وفضله ، وقال فيها : وذكر لى عبيد ـ يعنى الإسعردى الحافظ ـ : أنه كان جالسا مع الشيخ الإمام الرضى الشاطبى ، ينظران فى إجازة ، فاجتاز بهما ابن مسدى ، وسلم وجلس إليهما يتكلم ، فقال : ما هذه؟ ففال له الرضى : إجازة فيها خط ابن يونس وابن الجوزى ، فاحذر أن تلحق اسمك فيها ، فإن وفاتهما قبل مولدك ، ومصدرهما قبل موردك ، فتبسما وأفاضا فى غير ذلك وتكلما.
وقال الحافظ أبو الفتح بن سيد الناس : إنما هذا من الشاطبى ، فعلى الممازحة مقبولة ،