بسم الله الرّحمن الرّحيم
عونك يا لطيف
قال الشيخ الإمام الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الإصبهاني الحمد لله ربّ العالمين ومبدع السموات والأرضين موقّت الآجال والأعمال ومحصي الأقوال والأفعال العظيم الكامل امتنانه الحليم الشامل إحسانه [الذي] لا منال للخيرات إلّا بمعونته ولا مدفع للبليّات إلّا بمغوثته مبلّغ الكهول والشيوخ ومسدّدهم بالعقول إلى الوصول والرسوخ وصلّى الله على سيّد المرسلين محمّد المبعوث بالبركات وعلى جميع النبيّين أفضل الصلوات وعلى التابعين من عترته وصحابته أكرم التحيّات.
أمّا بعد فإنّ بعض الإخوان رعاهم الله سأل الاحتذاء بمن تقدّمنا من السلف ورواة الحديث في نظم كتاب يشتمل على أسامي الرّواة والمحدّثين من أهل بلدنا بلد إصبهان (١) ممّن حدّث بها ويضاف إلى ذكرهم من قدمها من القضاة والفقهاء مقدّما طرفا
__________________
(١) إصبهان : بكسر الهمزة وفتحها وهي مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها ويسرفون في وصف عظمها حتى يتجاوز واحد الاقتصاد إلى غاية الإسراف. وإصبهان : اسم للإقليم بأسره وكانت مدينتها أولا جيّا ثم صارت اليهودية وهي من نواحي الجبل في آخر الإقليم الرابع. ولهم في تسميتها بهذا الاسم خلاف.
قال أصحاب السير : سميت بأصبهان بن فلّوج بن لنطى بن يونان بن يافث وقال ابن الكلبي : سميت بأصبهان بن فلوج بن سام بن نوح عليهالسلام. وقال ابن دريد : أصبهان اسم مركب لأن الأصب البلد بلسان الفرس وهان اسم الفارس فكان يقال لها بلاد الفرسان.
وقال عبيد الله المستجير بعفوه : المعروف أن الأصب بلغة الفرس هو الفرس وهان كأنه دليل الجمع فمعناه الفرسان والأصبهاني الفارس.
وقال حمزة بن الحسن : أصبهان اسم مشتق من الجندية وذلك أن لفظ أصبهان إذا رد إلى اسمه بالفارسية