من ذكر بدئها وبنائها وفتحها وخصائصها وابتغى أن يكون ذلك مرتّبا على ترتيب حروف المعجم ليسهل الوقوف عليه فأجبته إلى ذلك واستعنت بالله تعالى الذي تيسير العسير عليه يسير إذ هو نعم المولى ونعم النصير. وسألته تعالى أن ينفعنا وإيّاهم بجميع ما أسدى من نعمه وأياديه إنّه الغنيّ القدير فبدأت أوّلا بذكر أحاديث رويت في فضيلة الفرس والعجم والموالي وأنهم المبشّرون بمنال الإيمان والتحقّق به وإن كان عند الثّريّا فقدّمتها.
فمن ذلك ما حدّثنا جعفر بن محمّد بن عمرو الأحمسي بالكوفة ثنا أبو حصين الوادعي محمّد بن الحسين بن حبيب القاضي ثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني ح وحدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق المعدّل الإصبهاني بنيسابور (١) ثنا محمّد بن إسحاق الثّقفي السرّاج ثنا قتيبة بن سعيد ح وحدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمّد بن زكريّا ثنا محرز بن سلمة العدني قالوا ثنا عبد العزيز بن محمّد الدّراوردي عن ثور بن زيد الديلي عن أبي الغيث عن أبي هريرة قال كنّا عند النبيّ صلىاللهعليهوسلم
__________________
كان أسبهان وهي جمع أسباه ، وأسباه : اسم للجند والكلب وكذلك سك : اسم للجند والكلب وإنما لزمهما هذان الاسمان واشتركا فيها لأن أفعالهما لفق لأسمائهما وذلك أن أفعالهما الحراسة فالكلب يسمى في لغة سك وفي لغة أسباه وتخفف فيقال أسبه فعلى هذا جمعوا هذين الاسمين وسمّوا بهما بلدين كانا معدن الجند الأساورة فقالوا لأصبهان أسباهان ولسجستان : سكان وسكستان. انظر معجم البلدان لياقوت الحموي (١ / ٢٠٦) وهي موضوع كتابنا وقد كفانا المؤلف رحمهالله مؤنة البحث وأسهب في وضعها وأخبارها فأطال.
(١) نيسابور : بفتح أوله والعامة يسمونه نشاوور. وهي مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة معدن الفضلاء منبع العلماء لم أر فيما طوفت من البلاد مدينة كانت مثلها.
وعدها من الإقليم الرابع واختلف في تسميتها بهذا الاسم فقال بعضهم إنما سميت بذلك لأن سابور مر بها وفيها قصب كثير فقال : يصلح أن يكون ههنا مدينة فقيل لها نيسابور.
وقيل في تسمية نيسابور وسابور وخواست وجنديسابور أن سابور لما فقدوه حين خرج من مملكته خرج أصحابه يطلبونه فبلغوا نيسابور فلم يجدوه فقالوا نيست سابور أي ليس سابور فرجعوا حتى وقعوا إلى سابور خواست فقيل لهم ما تريدون؟ فقالوا : سابور خواست. معناه سابور نطلب. ثم وقعوا إلى جنديسابور فقالوا وند سابور أي وجد سابور.
ومن أسماء نيسابور : أبرشهر وبعضهم يقول إيرانشهر والصحيح أن إيرانشهر : هي ما بين جيحون إلى القادسية ومن الري إلى نيسابور مائة وستون فرسخا ومنها إلى سرخس أربعون فرسخا ومن سرخس إلى مرو الشاهجان ثلاثون فرسخا.
انظر معجم البلدان (٥ / ٣٣١).