[قره دره]
وتليها مرحلة قره دره ، وهي لغة تركية معناها الوادي الأسود. نزلنا على ماء عذب جار ، هي فوق دارا بنصف فرسخ ، وسميت بذلك باسم قرية عند منبع هذا الماء ، كذا قيل.
والمسافة خمسة فراسخ.
[دنيسر]
وتليها مرحلة دنيسر بضم الدال فنون مفتوحة فياء للتصغير ساكنة فسين مهملة مفتوحة فراء مهملة آخر الحروف ، والترك يسمونها بقوج حصار ، معناه حصار واسع كبير (١).
وهي بلدة قديمة تدل آثارها أنها كانت عظيمة ولم يبق فيها الآن إلّا بيوت قليلة ، وليس فيها جمعة ولا جماعة إلّا أن هواءها معتدل ، وماؤها عذب خفيف ، وتربتها طيبة ، لها جامع كبير واسع قديم من محاسن الدنيا بناء وعمارة إلا أن نصف قبته ساقط والباقي متداع ، فدخلته واعتكفت فيه نصف ساعة ، وله محراب في غاية الجودة عليه كتابة عربية وكوفية ، مكتوب عليه بعض آيات قرآنية (٢) ، وعليه اسم السلطان خالد بن أيوب (٣). وللجامع صحن واسع تحيط به جدران عاليه (٥١ ب) شامخة ، تكتنفه منارتان رفيعتان في غاية الجودة والحسن ، تشبهان منارة الجامع الكبير في حلب ، إلا أن هاتين أحسن وأحكم بناء ، وللمصلى الداخلي باب ، عن يمنيه محراب وعن شماله آخر ، ويكتنفه أربعة شبابيك يمينا
__________________
(١) قوچه ، بجيم تركية مثلثة : عظيم ، جسيم ، قديم ، وحصار ، بفتح أوله : سور بلد ، حصن ، مدينة. فارس أفندي الخوري : كنز لغات ، بيروت ر ١٨٧٦ ودنيسر في الأصل قلعة رومانية ثم نمت عندها قرية في العهود الإسلامية وصفها ياقوت بأنها مدينة صغيرة ، ثم اتسعت فكانت في القرن السابع للهجرة مدينة ذات أسواق عظيمة وحولها بساتين غناء (معجم البلدان ج ٢ ص ٤٧٨ وليسترنج : بلدان الخلافة الشرقية ، ترجمة بشير فرنسيس وكوركيس عواد ، بغداد ١٩٥٤ ، ص ١٢٦) وتعد اليوم تابعة لولاية ديار بكر التركية.
(٢) يذكر شمس الدين سامي أن في دنيسر آثارا معمارية عربية ، منها مصنع (خزان للمياه) وجامع أمسى في عهده خرابا (قاموس الأعلام ، استانبول ١٣١٤ ، ج ٥ ص ٣٧١٦).
(٣) لم نتبين اسم هذا الحاكم فيما راجعناه من تواريخ.