وشمالا. وفي وسط البلدة منارة قديمة إلا أن جامعها مندرس وفي موضعه بيوت للسكنى ، وفي خارجها في سفح التل العظيم المطل عليها منارة أرفع من تينك وأحسن ، حواليها ضيعة نصارى. والمسافة تسعة فراسخ ، وأقمنا فيها يومين غير يومي الدخول والخروج ، وخرجنا منها يوم الخميس الخامس عشر من الشهر المذكور.
[مشقوق]
وتليها مرحلة مشقوق على صيغة مفعول ، وهي جبال صغار ، وذات جنادل سود ، سمي بذلك لكون جبالها متشققة يحقن فيها ماء المطر ويبقى إلى العام القابل ، والمواضع المجوفة التي يحقن فيها الماء تزيد على مائتي موضع ، والمسافة أربعة فراسخ.
[دده قرخين]
وتليها مرحلة دده قرخين ، بوزن غسلين ، وهو مشهد ولي من أولياء الله تعالى ، على قبره قبة صغيرة ، وبجانبه واد كثير الأشجار طيب الهواء والماء ، يكتنفه جبلان وهو بينهما ، على حافتيه (٥٢ أ) أشجار السدر ، وماؤه من الأمطار ، وعليه قنطرة لها ثمانية طاقات وذلك لأن الوادي المذكور يمتلئ ماء أيام المطر فيمنع الناس ، فبنى المرحوم المبرور الحاج عمر الموصلي هذه القنطرة ، جزاه الله تعالى خيرا ، والمسافة تقريبا أربعة فراسخ ونصف.
[العطشان الطويل]
وتليها مرحلة العطشان الطويل ، وهو تل عظيم ذو جنادل سود (١) ، ولقد رقيت عليه فوجدت على ظهره قبورا ظاهرها أنها ليست قبور المسلمين. وعنده قليبان (٢) ماؤهما عذب ترد القوافل منهما ، والمسافة نحو ما قبلها.
[أصلان جايي]
وتليها مرحلة أصلان جايي ، وهو عبارة عن واد يحقن فيه ماء المطر ، يكتنفه كهف
__________________
(١) ذكر الغزي (نهر الذهب ج ١ ص ٥٦٠) أن عطشان قرية من أعمال سروج.
(٢) القليب : البئر ، وقيل : البئر القديمة.