عظيم من حجر ، والمسافة عشرة أميال تقريبا.
[مرج ريحان]
وتليها مرحلة مرج ريحان بفتح الميم وسكون الراء فجيم. وريحان هو النبت المعروف ، وفيه عين ماؤها في غاية العذوبة. والمسافة اثنا عشر فرسخا ونصف وأقمنا في هذه المرحلة يوما لتستريح الدواب.
[الرها]
ويليها مرحلة الرها ، بضم الراء. وهي بلدة (١) طيبة التربة معتدلة الهواء عذبة الماء ، ذات بساتين وأشجار كثيرة الفواكه والثمار. أهلها ذوو أخلاق رضية ، ومكارم سمية ، بها (٥٢ ب) الدين ظاهر ، والعلم زاهر ، والصلاح ذائع ، والخير شائع ، عمر ها الله بالخيرات ، وحفظها بأنواع المسرات.
دخلناها يوم الأربعاء العشرين من جمادى الأولى (٢) ، وخيمنا في ميدان الجريد (٣) في ظاهرها ، وكان فيها بقية طاعون فانقطعت ونحن هناك والحمد لله تعالى. دخلنا يوم الخميس داخل البلد ، وتفرجنا على أسواقها وخاناتها وحماماتها وبيوتها ، فإذا هي أحسن
__________________
(١) هي أدسا الإغريقيةAdssa سماها العرب الرها تحريفا لأحد أسمائها القديم وهو كلر هوcallirhoe وتقع عند منابع أحد روافد البليخ ، استولى عليها الصليبيون سنة ٤٩٢ ه / ١٠٩٨ م ثم استعادها عماد الدين زنكي سنة ٥٤٠ ه / ١١٤٥ م. وظلت المدينة تعرف باسمها هذا حتى ضمها العثمانيون إلى دولتهم فعرفوها باسم (أورفه) المحرف عن (الرها) ، وكانت تعد بحسب تنظيمات القرن العاشر للهجرة (١٦ م) مركزا لإيالة قائمة بذاتها ، ثم أمست في أواخر عهد العثمانيين سنجقا (لواء) تابعا لولاية حلب ، وهي الآن داخلة في الأراضي التركية. وقد برز من أهلها عدد كبير من أهل العلم والفضل (ياقوت : معجم البلدان ج ٣ ص ١٠٦ وليسترنج : بلدان الخلافة الشرقية ص ١٣٤ وسامي : قاموس الأعلام ج ٢ ص ١٠٧٤).
(٢) الموافق ٣٠ حزيران (يونيو) ١٧٤٤ م.
(٣) الجريد لغة : قضبان النخل المجردة من خوصها ، واصطلاحا العصا التي يرمى بها في لعب الجريد ، وهو رمي الفرسان بعضهم بعضا بالعصي في الميدان.