والتمس مني أن أؤلف ثبتا باسم (ولده) (١) السيد مصطفى ، وأذكر فيه سنداتي إذا وصلت إلى وطني بغداد ، وأرسله إليه فأجبته والله الموفق. وقد طلب مني ـ حفظه الله ـ أن أجيزه ، وولده النجيب السعيد السيد مصطفى ، بجميع ما يجوز لي وعني روايته ، فأجزته وولده بجميع ما لي فيه رواية البديري الدمياطي (٢) وطلبت منه الإجازة لي ولولدي (القلبي أبي المحاسن) (٣) حسين وأمه أم الفضل خديجة (٦٤ أ) وأخيه علي ، ولأولادي الصلبيين أبي الخير عبد الرحمن ، وأبي السعود محمد ، وأبي الفتوح إبراهيم ، وشهاب الملة أبي المحامد أحمد ، وأم الخير رقية ، وأم العفاف سارة ، وأم السعد صفية ، فأجازني وإياهم بجميع ما رواه عن مشايخه المتقدمين ، وكانت الإجازتان ، إجازتي وإجازته ضحى يوم السبت الثامن عشر من شعبان عام (٤) ١١٥٧ ه.
عودا على بدء. وإن عادة هذا الشيخ في تقريره على التفسير لا يستعجل بل يقرر بتوءدة وتأنّ ، من غير همهمة ولا هذرمة والاعتراضات عليه كرشق النبال ، فيجيب من غير إمهال. ومما منّ الله به عليّ أنه ما جرى بحث في التفسير أو الحواشي إلّا كنت المصيب ، والحاضرون لهم إنصاف عظيم ، وتسليم للحق القويم ، لا عناد ولا خلاف ، ولا خبط ولا اعتساف ، ولا نزاع ولا شقاق ، ولا خداع ولا نفاق ، بل إنّهم ـ كثر الله في الإسلام أمثالهم ـ يتبعون الحق ، ويأخذون العلم ولو عن أدنى منهم ، فكان الشيخ الطرابلسي يجلسني في مكانه ويجلس هو مع سائر الطلبة ، فالداخل يظن أني أنا المدرس ، وكلما قرّر هذا الشيخ ينظر إلى كالمستفهم ، ويقول : يا سيدي أليس كذا؟ وهذا كله من محاسن (٦٤ ب) أخلاقه حفظه الله تعالى. وكانت العادة عند تمام درسه يسرع السيد محمد قزيزان بإنشاد قصيدة ، وبفراغه
__________________
(١) في ب (والده) وليس بصواب.
(٢) في ب أضيفت في الهامش. وهو نفسه محمد الميت المتقدم.
(٣) طمست في أ.
(٤) الموافق ٢٥ أيلول سنة ١٧٤٤ م.