من الإنشاد ينفض مجلس الدرس. فمما أنشد (عقب الدرس) (١) قول (ابن الخياط الدمشقي) (٢) :
خذا من (٣) صبا نجد أمانا لقلبه |
|
فقد كاد رياها يطير بلبه |
وإياكما ذاك النسيم فإنه |
|
متى هبّ كان الوجد أيسر خطبه |
خليلي لو أحييتما لعلمتما |
|
محل الهوى من مغرم القلب صبه (٤) |
تذكر والذكرى تشوق وذو الهوى |
|
يتوق ومن يعلق به الحب يصبه |
غرام على يأس الهوى ورجائه |
|
وشوق على بعد المزار وقربه |
وفي الركب مطوي الضلوع على أسى |
|
متى يدعه داعي الغرام يلبّه |
إذا خطرت من جانب الرمل نفحة |
|
تضمن منها داؤه دون صحبه |
ومحتجب بين الأسنة معرض |
|
وفي القلب من إعراضه مثل حجبه |
أغار إذا أنّت وفي الحي أنة |
|
حذارا وخوفا أن تكون لجبه (٥) |
ومما أنشدنا عقب درس الطرابلسي من همزية البوصيري (٦) (٦٥ أ)
__________________
(١) زيادة في ب.
(٢) في أ(الأرجاني) والقصيدة ليست في ديوانه ، تحقيق الدكتور محمد قاسم مصطفى ، الموصل ١٩٧٩ ـ ١٩٨١ م. فالظاهر أنها لابن الخياط ، وهو حسن المعروف بالخياط الدمشقي. ترجم له المرادي (سلك الدرر ج ٢ ص ٣٧) ترجمة مختصرة ولكنه أورد نماذج لا بأس بها من شعره ، وقال «ورأيت له مجموعة بخطه أكثرها شعره ونظمه وأحجياته وألغازه ، فذكرت هنا ما استحسنته».
(٣) في ب (خذ من صبا).
(٤) في ب (من مغرم محل الهوى).
(٥) جب : قطع.
(٦) هو محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي ، المعروف بالبوصيري ، والبوصيري ، نسبة إلى أبو صير بمصر شاعر ، صوفي ، اشتهر بقصيدته الهمزية التي مدح بها الرسول محمد صلىاللهعليهوسلم وطار صيتها لما اشتملت عليه من وصف سيرته وما اقترن بها من كرامات ، توفي سنة ٦٩٦ ه / ١٢٩٦ م. محمد بن شاكر الكتبي : فوات الوفيات ، بولاق ١٢٨٣ ، ج ٣ ص ٢٥٦ ومقدمة ديوانه لمحمد سيد كيلاني ، القاهرة ١٩٧٣.