وأظلت فيه بالظاء المشالة ، إلى أن قال : والذي فيه عندي أنه تحرف عليهم أجمعين ، وإنما هو كذا ، فكأن الغمامة استودعته مذ أظلت من ظله الدقعاء (١) ، فاستودعته وأظلت (٢) مبنيان للمفعول ، ومذ بميم مضمومة ، وذال معجمة ، والدقعاء (٣) بدال مفتوحة وقاف (٤) وعين مهملة ، ثم مد ، بمعنى الأرض ، (٦٤ ب) والمعني أن الغمام إنما أظلّه لئلا يمس ظلّه الأرض ، فلهذا أخذه (٥) وديعة عنده ليصونه عن مس التراب ، وهذا معنى بديع يعرفه من ذاق حلاوة الشعر وعرف مغزاه.
وفي قوله : مذ أظلت. انتهى. معنيان أحدهما مذ مس ظله التراب ، والآخر مذ صارت الأرض كلها في حمايته لأنه ظل الله. وفي معناه رباعية لي :
ما جر لذيل أحمد أذيال |
|
في الأرض كرامة كذا قالوا |
هذا عجب وكم له من عجب |
|
والناس بظله جميعا قالوا |
وفي التائية المنسوبة للإمام السبكي الذي نظم فيها معجزات النبي صلىاللهعليهوسلم (٦) ، وشرحها بعض المتأخرين :
لقد نزه الرحمن ظلك أن يرى |
|
على الأرض ملقى فانطوى لمزية |
وأثر في الأحجار مشيك ثم لم |
|
يؤثر برمل فوق بطحاء مكة |
قال شارحها : قيل إنّه عليه الصلاة والسلام كان لا يقع ظله على الأرض لأنه نور
__________________
(١) في ب (دففاء).
(٢) في ب (وأظلته).
(٣) في ب (والدففاء).
(٤) في ب (وفاء).
(٥) في ب (خذوه).
(٦) في فهرست المكتبة الخديوية (دار الكتب المصرية) بالقاهرة ج ١ ص ٣٣٤ قصيدة اسمها (القصيدة المدنية في مدح مهدي الأمة الأمية) في معجزاته صلىاللهعليهوسلم ، نظمها محمد السبكي سنة ١٢٧٥ ه ، فاسم القصيدة ونسبة ناظمها متطابقان ، ولعل في التاريخ خطأ والله أعلم.