روحاني :
مالطه رأى البرية ظلا |
|
هو روح وليس للروح ظل |
(٦٦ أ)
والنور لا ظل له ، إلى آخر كلامه ، وهو كلام حسن لو كانت الرواية مثلما ذكر ، وأحسن ما رأيت في شرح هذا البيت ما ذكره بعض الشارحين حيث قال : ودفيف الطائر مدة فوق الأرض ، والدفيف الدبيب وهو السير اللين ، فدففاء على فعلاء جمع داف ، كعالم وعلماء ، وهو خبر كان. وجملة استودعته حال من الغمامة على إضمار قد ، والهاء في استودعته تعود على الظل الممحو بنوره عليه الصلاة والسلام. والمعنى كأن الغمامة الدففاء ، والحال أنها قد أودعت الظل (من النبي) (١) عليه الصلاة والسلام التي أظلته من ظله :
ما قال إلا ظلته غمامة |
|
هي في الحقيقة تحت ظل القائل |
(انتهى) (٢).
ومما أنشدنا في ضيافة الطرابلسي في بستان طه زاده قول الشيخ عبد الرحمن الموصلي (٣) :
إلى علياك تعنو الأنبياء |
|
ومن نجواك يقتبس الضياء |
وكيف وأنت يا باهي المحيّا |
|
عليك أتى من الله الثناء |
وزادتك الشفاعة يوم حشر |
|
كذاك الحوض فخرا واللواء (٤) |
(٦٦ ب)
براك الله من نور نبيا |
|
ولا أرض هناك ولا سماء |
فكنت وآدم في ظهر غيب |
|
ولا طين هناك وليس ماء |
__________________
(١) في ب (لنبي).
(٢) ليست في ب.
(٣) هو عبد الرحمن الموصلي الشيباني الميداني المتوفي سنة ١١١٨ ه / ١٧٠٦ م ، أديب له ديوان شعر مخطوط.
جرجي زيدان : تاريخ آداب اللغة العربية ج ٣ ص ٢٩٣.
(٤) عجز البيت مطموس في ب.