فبدء الكون أنت بغير شك |
|
وسر الكائنات ولا مراء |
وأحسن منك لم تر قط عيني |
|
وأجمل منك لم تلد النساء |
خلقت مبرءا من كل عيب |
|
كأنك قد خلقت كما تشاء |
وأنشدنا قصائد كثيرة بعد دروس البيضاوي ، وفي بعض الضيافات ما كتبتها لضيق الوقت ، وقد سألته ـ حفظه الله تعالى ـ عن قول عصام (١) : ولو جعل كنت ، بمعنى صرت ، لكان أعلى كعبا الواقعة على قول البيضاوي في تفسير قوله تعالى (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ)(٢) أكد تهديده ، وبالغ فيه من عدة وجوه ، انتهى. وهذه العبارة ما رأيت أحدا أجاب عنها ، بل غالبهم يقول : إنها سهو ، ولما فتح الله لي بحلها سجدت لله شكرا وأنا في بغداد. وأما هذا الشيخ فثاني يوم [بعد] السؤال قال : المراد من كنت في قول (٦٧ أ) عصام هي : كنت التي تقدمت في آيات كثيرة في قوله تعالى (وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ)(٣) الآية ، وهو عين الجواب الذي أجبت (به) (٤). وقد كتبت على كونه أعلى كعبا كلاما حسنا على هوامش الحاشية العصامية ، والله (٥) الموفق.
ومما وقع السؤال عنه عبارة القهستاني في شرحه لصدر الشريعة (٦) عند قول الماتن :
__________________
(١) يريد عصام الدين إبراهيم بن محمد الأسفرائيني المتوفّي سنة ٩٤٣ ه في حاشيته على (أنوار التنزيل) للبيضاوي.
(٢) البقرة آية ١٤٥ ، لم يذكر في ب تمام الآية ، واكتفى بلفظة (الآية).
(٣) البقرة آية ١٤٣
(٤) في ب (عنه).
(٥) في ب (وهو).
(٦) يريد به الشرح الذي وضعه محمد بن حسام الدين الخراساني القهستاني الحنفي المتوفّي سنة ٩٦٢ ه / ١٥٥٥ م وسماه (جامع الرموز) على كتاب (النقاية مختصر الوقاية) لصدر الشريعة عبيد الله مسعود الحنفي المتوفّي سنة ٧٤٥ ه. كشف الظنون ص ١٩٧١ وهدية العارفين ج ٢ ص ٣٤٤.