الشيخ أحمد الرفاعي ـ قدسسره ـ والسيد السند السيد يونس الأدهمي ، ومفتي الموصل يحيى أفندي.
وأقمنا في هدية يوما ، وسبب تسميتها بذلك أن العوام يعتقدون أنه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لما رجع من خيبر قلّ عليهم الماء ، فأهدى الله له الماء في ذلك الموضع ، فسمي الموضع هدية تسمية للمحل باسم الحال ، ولا يصح شيء من ذلك ، نعم ، لو قيل إنّها هدية من الله أي نعمة أنعمها الله على الحاج لما كان بعيدا.
[الفحلتين]
وتليها مرحلة الفحلتين ، بفتح الفاء فسكون الحاء ففتح اللام فتاء مفتوحة فمثناة تحتية ساكنة وآخر الحروف نون على صيغة التثنية. قال في القاموس : والفحلتان موضع (١) ، ولعل وجه التسمية انفرادها عن العمارات ، واعتزالها عنها كالفحل ، فإنه إذا قرع الإبل اعتزلها ، وفيها آبار عذبة حلوة غير مطوية ولا محفورة ، وإنما يحفرها الحجاج قدر قامة فيخرج الماء من تحت الرمل ، ولعله ماء مطر كامن تحت الرمل (٢).
والبدو تسميها شجوى من الشجو ، هو الحزن ، ويحق لها ذلك حيث إنها لم تكن موطئ أقدامه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ولا دار سكناه مع قربها من طابة.
ومما وقع لي أني لما وصلت إلى تبوك أخذني الحزن والقلق والخوف والرعب والاضطراب. مع كثرة البكاء والنحيب والعويل ، ولم يزل هذا الحال يعتريني كل ساعة ، لا تهدأ عيني من البكاء ولا يبرد قلبي من حر الفراق والخوف ، إلى أن خرجت من طابة الطيبة ، وما كان ذلك إلا خوفا من أن (٣) أكون مردودا مطرودا محروما خائبا مأيوسا ، غير مقبول ولا مرضي ، وخوفا
__________________
(١) القاموس المحيط ج ٤ ص ٢٨
(٢) حفر نصوح باشا فيها بئرا ، ووصفها محمد كبريت المدني بأنها قنتان على شاهق جبل من غربي الجادة (رحلة ص ٢٣٩) وهي تبعد عن البئر الجديد ب ٦١ كم.
(٣) سقطت (أن) من أ