خزنة الدولة وللعسكري في اليوم نحو شلين ، ويقال : إن إيراد مالطة منقسم إلى ثلاثة أثلاث: الثلث الأول للميري ، والثاني للكنائس من الوقف والتسبيل (٨٧) ، والثالث لأصحاب الأملاك.
فقد تبيّن لك رفق دولة الإنكليز بحال المالطيين جير (٨٨) ولو أن جزيرتهم كانت أكبر مما هي الآن بمائة مرّة لما كان إيرادها كلّه مكافئا لمكس صنف واحد في إنكلترة ، وحسبك أن مكس الملط (٨٩) وحده هناك ينيف على خمسة ملايين ليرة. ومن تساهلهم معهم أنّهم يرخصون لهم في التطواف بالقربان وتماثيل القديسين ، سواء كانت من خشب أو جص أو غير ذلك. مع أنه مغاير لعقائد كنيسة الإنكليز ، لا بل يطوف معهم جوقة من العسكر ، وهم عازفون بآلات الطرب ، أمام التمثال. ولا غرو فإن الدولة فرضت لصنم في بلاد الهند اسمه جوجرنوت ٠٠٠ ، ٥٦ روبية ، وهي عبارة عن ٠٠٠ ، ٢٦ ريال ولغيره أيضا من الأصنام مرتّب وافر ، ولكهّان الهنود وظائف يرتزقونها من الديوان في كل عام.
قيل ويوجد في الهند نحو ٨٥١ ، ١٤ محلا مخصّصا لعبادة الهنود ، يبلغ مصروفها من طرف الدولة نحو ٠٠٠ ، ٣٥ ليرة ، وقد صرف مرّة على إقامة عيد من أعيادهم ٠٠٠ ، ٤٠ روبية مع ما لزم لهيكل الصنم ، وفي هذه الأعياد الكبار تطلق المدافع من السفن والقلاع ويمشي أمام الصنم طائفة العازفين من الجيش.
وفي عيد إلقاء جوز الكوكو في نهر الهند ينزل ذوو الأمر والحكم من الدولة ويأخذونه من الكهنة بعد أن يصلّي عليه ، ثم يلقونه في النهر ، وحينئذ تنشر السفن راياتها المتلوّنة ، وتطلق المدافع منها ومن الأبراج. وكذلك يفعلون في الأهلة إظهارا لشعائر الإسلام ، وكل ذلك دليل على أن الدولة لا تبالي بمباينة المذاهب والاديان في ممالكها إذا كانت هذه الأديان غير مانعة من أداء ما يلزم أداؤه للخزنة من المال ، وللتاج من الطاعة. وقد حاول مرّة حاكم مالطة ، وكان على مذهب البروتستانط ، أن يبطل
__________________
(٨٧) التسبيل : سبل الشيء : أباحه وجعله في سبيل الله. (م).
(٨٨) جير : يمين أو بمعنى نعم أو أجل. (م).
(٨٩) الملط : الخبيث من الرجال ، والمختلط النسب ، والسارق. (م).