ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جبرائيل بنصّها بما فيها من اللّعن والسّلام والدّعاء ، فأبلغها جبرائيل إلى خاتم النّبيّين صلّى الله عليه وآله وهي كما دلّت عليه التّجارب فريدةً في آثارها من قضاء الحوائج ونيل المقاصد ودفع الأعادي لو واظب عليها الزّائر اربعين يوماً أو أقلّ. ولكن أعزم ما إنتجته من الفوائد ما في كتاب دارالسّلام وملخّصه أنّه حدّث الثّقة الصّالح التّقيّ الحاج المولى حسن اليزدي المجاور للمشهد الغرويّ وهو من الذين وفوا بحقّ المجاورة وأتبعوا أنفسهم في العبادة عن الثّقة الأمين الحاج محمّد علي اليزدي قال : كان في يزد رجل صالح فاضل مشتغل بنفسه ومواظب لعمارة رمسه يبيت في الّيالي بمقبرةٍ خارج بلدة يزد تعرف بالمزار وفيها جملة من الصّلحاء وكان له جار نشأ معه من صغر سنّه عند المعلّم وغيره إلى أن صار عشّاراً وكان كذلك إلى أن مات ، ودفن في تلك المقبرة قريباً من المحل الّذي كان يبيت فيه الرّجل الصّالح المذكور فرآه بعد موته بأقلّ من شهرٍ في المنام في زيّ حسن وعليه نضرة النّعيم ، فتقدّم إليه وقال له : إنّي عالم بمبدئك ومنتهاك وباطنك وظاهرك ولم تكن ممّن يحتمل في حقّه حسن الباطن ولم يكن عملك مقتضياً إلّا للعذاب والنّكال ، فبم نلت هذا المقام؟ قال : نعم ، الامر كما قلت. كنت مقيماً في أشدّ العذاب من يوم وفاتي إلى أمس ، وقد توفيّت فيه زوجة الاستاذ أشرف الحدّاد ودفنت في هذا المكان وأشار إلى طرف بينه وبينه قريب من مئة ذراع ، وفي ليلة دفنها زارها أبوعبدالله عليه السّلام ثلاث مرّاتٍ ، وفي المرّة الثّالثة أمر برفع العذاب عن هذه المقبرة فصرت في نعمةٍ وسعةٍ وخفض عيشٍ ودعةٍ. فانتبه متحيّراً ولم تكن له معرفة بالحدّاد ومحلّه ، فطلبه في سوق الحدّادين ، فوجده فقال له : ألك زوجة؟ قال : نعم ، توفّيت بالأمس ودفنتها في المكان الفلانيّ وذكر المواضع الذي أشار إليه وقال : فهل زارت أباعبدالله عليه السّلام؟ قال : لا. قال : فهل كانت تذكر مصائبه؟ قال : لا. قال : فهل كان لها مجلسٌ تذكر فيه مصائبه؟ قال : لا. فقال الرّجل : وما تريد من السّؤال؟ فقصّ عليه الرويا. قال : كانت مواظبة على زيارة عاشوراء.