النحو. شموس (٦١٩) عند المذاكرة في المسائل العلمية ، أطرف بحديث رحلته ، ولمل نزلنا خنس ، فلم نسمع له ذكرا إلى أن شيّعنا من الغد ، فسعّطته بخردل العتب ديدنى في مقصّري هذا الصّنف القمن (٦٢٠) بفعل الأغنياء في البر المستحق لولا رؤية الفضل لنفسه بمزية الفضل ، فزلّة العالم معروفة بعدم الإقالة ، فاستعتب واعترف ، وسألته الإجازة فيما يحمله ، واكتتاب شيء من منظومه الكثير ، وقد سمّى موضوعات ذكرها من تأليفه فوعد بذلك مطيّرا به إلى محل ، المبيت ليلتئذ. وتلاحق بي رسوله بنزر يتضمن ذكر أشباح أكثرهم غير مسمّى ، وجلب شيئا من حاله حتى عن القابلة التي التقطته ورؤيتها إياه على هيئة عن المكلّف (٦٢١) المخاطب (٦٢٢) بوظائف الشريعة من سجود ورفع يد إلى السماء ، إلى أمثال هذا. فخاطبته وأعدت الرسول إليه بقوله :
أليس قليل نظرة إن نظرتها إليك |
|
وكلا ليس منك قليل (٦٢٣) |
وصلت أيها الفاضل رقعتك التي تضمّنت الفوائد ، وصلتك التي استصحبت العائد ، وشاهد فضلك الذي بين تصريفه الأصلي والزايد ، متفننة في ضروب لا تجنح شمسها لغروب ، هزّت ألحانها مني عطفى طروب ، واستقرّ قراها بين يدي أكول لملثها وشروب. فلله ما تضمنت من فوائد رحلة حجازية لبست من حسن الحجى زيّه ، وذكر أعلام وأركان استلام إلا أنها كانت كليلة الوصل ما عابها إلا القصر ، فلوددت أن لو أمدها بسواده مني القلب أو البصر. بخس وزنها الاختصار لا بل الاقتصار ، وافتقرت إلى شرح يقع به على متعاصي معانيها الانتصار ، ووعد المجلس القاضوي باكتتاب شيء من منظومه بعد اعترافه بأنه كثير ومهاد وثير فما كان إلا
__________________
(٦١٩) الشموس : الذي يكون عسرا في عداوته ، شديد الخلاف على من عانده.
(٦٢٠) القمن : الخليق الجدير.
(٦٢١) المكلف : البالغ العاقل المسؤول.
(٦٢٢) المخاطب من الله عزوجل لتأدية فروض الدين.
(٦٢٣) هذا البيت للشاعر جميل بثينة.