وحماه للمال والحريم غير مبيح ، ووصفه الحسن لا يشان بتقبيح ، إلا أنه والله يقيه ممّا يتّقيه ، بعيد الأقطار ، ممار بالقطار (٣٤٥) كثير الرياح والأمطار ، مكتنف بالرمل المخلف ، والجوار المتلف ، قليل المرافق معدوم المشاكل والمرافق ، هزل الكراع لعدم الازدراع ، حاسر الذراع للقراع ، مرتزق من ظل الشراع ، كورة دبر (٣٤٦) ومعتكف أزل وصبر ، وساكنه حي في قبر.
هو الباب إن كان التزاور واللقيا |
|
وغوث وغيث للصريخ وللسقيا |
فإن تطرق الأيام فيه بحادث |
|
وأعزز به قلنا السلام على الدنيا |
قلت فأسطبّونة (٣٤٧) قال ذهب رسمها ، وبقي اسمها ، وكانت مظنّة النعم الغزيرة ، قبل حادث الجزيرة.
قلت فمربلّة (٣٤٨) ، قال بلد التأذين على السردين ، ومحلّ الدعاء والتامين ، لمطعم الحوت (٣٤٩) السمين. وحدقاتها مغرس العنب العديم القرين ، إلى قبّة أرين. قلت إن مرساها غير أمين ، وعقارها غير ثمين ، ومعقلها تركبه الأرض عن شمال ويمين.
قلت فسهيل (٣٥٠) ، قال حصن حصين ، يضيق عن مثله هند وصين ،
__________________
(٣٤٥) القطار والقطور ، السحاب الكثير القطر أي المطر
(٣٤٦) في نسخة أخرى حبر ، والدبر جماعة النحل والزنابير
(٣٤٧) اسطبونه Estepona بلدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط غرب مدينة مالقة.
(٣٤٨) مربلة ، Marabella ، تقع على ساحل البحر المتوسط أيضا على مسافة ٦٠ ك. م غربي مالقه.
(٣٤٩) الحوت اصطلاح مغربي يعني السمك بوجه عام ، ولا يزال مستعملا إلى اليوم.
(٣٥٠) سهيل ، ميناء على البحر المتوسط يسمّى اليوم Fuengirola ويقع على مسافة ٢٨ ك. م شرقي مربله. وهناك جبل عال يزعم أهل تلك الناحية أن النجم سهيل كان يرى من أعلاه ولذلك سمّاه العرب بهذا الاسم. وقد زار الرحّالة الطنجي المعروف بابن بطوطه هذه المنطقة في القرن الثامن الهجري أي في أيام ابن الخطيب ، وأعطانا وصفا يبيّن خطورة هذا الموقع ، يقول : ومربله بليدة حسنة خصبة ، ووجدت بها جماعة من الفرسان متوجّهين إلى مالقه ، فأردت التوجّه في صحبتهم ، ثم إن الله تعالى عصمني بفضله ، فتوجّهوا قبلي فأسروا في الطريق كما سنذكره وخرجت في أثرهم ، فأمّا جاوزت حوز مربله ودخلت في حوز سهيل ، مررت بفرس ميت في بعض الخنادق ، ثم مررت بقفّة حوت (اصطلاح مغربي يعني سمك بوجه عام) مطروحة بالأرض ، فرابني ذلك ، كان أمامي برج الناظور فقلت في نفسي ، لو ظهر هنا عدو لأنذر به صاحب البرج ، ثم تقدمت إلى دار هنالك فوجدت عليه فرسا ـ