الحجة سنة اثنين (١) ومائة ، ومات في حبس المنصور في سنة سبع واربعين ومائة ، وهو القائل لمّا قتل من بني أمية من قتل بالشام :
الظلم يصرع أهله |
|
والظلم مرتعه وخيم |
ولقد يكون لك البعي |
|
د أخا ويقصعك الحميم (٢) |
[وله أيضا يقول :](٣)
بني أمية قد أفنيت آخركم |
|
فكيف لي منكم بالأول الماضي |
يطيّب (٤) النفس أنّ النار تجمعكم |
|
عوّضتم من لظاها شرّ معتاض |
منيتم لا أقال الله عثرتكم |
|
بليت غاب (٥) إلى الأعداء نهّاض |
إن كان غيظي لفوت منكم |
|
فلقد رضيت منكم بما رمى به رامي (٦) |
أخبرنا أبو الحسن (٧) علي بن أحمد الفقيه ، وعلي بن الحسن بن سعيد ، وأبو النجم بدر بن عبد الله ، قالوا : قال لنا أبو بكر أحمد بن (٨) علي : عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطّلب الهاشمي عمّ أبي جعفر المنصور ، ولّاه أبو العباس السّفّاح حرب مروان بن محمّد ، فسار عبد الله إلى مروان حتى قتله واستولى على بلاد الشام ، ولم يزل أميرا عليها مدة خلافة السفاح ، فلما ولي المنصور خالف عليه ودعا إلى نفسه ، فوجّه إليه المنصور أبا مسلم صاحب الدولة فحاربه بنصيبين ، فانهزم عبد الله بن علي واختفى وصار إلى البصرة ، فأشخصه سليمان (٩) بن علي والي البصرة إلى بغداد ، فحبسه أبو جعفر المنصور ، ولم يزل في حبسه ببغداد حتى وقع عليه البيت الذي حبس فيه فقتله.
أخبرني الأزهري ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم ، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة ،
__________________
(١) كذا.
(٢) البيتان في الوافي بالوفيات ١٧ / ٣٢٢.
(٣) الأبيات في الوافي بالوفيات ١٧ / ٣٢٣.
(٤) عن الوافي وبالأصل «تطيب».
(٥) بالأصل : «بباب غار» والمثبت عن الوافي.
(٦) الوافي : بما ربي به راضي.
(٧) بالأصل : الحسين ، خطأ والصواب ما أثبت ، والسند معروف.
(٨) الخبر في تاريخ بغداد ١٠ / ٨.
(٩) بالأصل : سليم ، والمثبت عن تاريخ بغداد.