عليه الكتاب وهو برأس الدروب (١) متوجها إلى الروم في أهل خراسان وأهل الحيرة (٢) والشام ، فرجع بالناس منصرفا حتى نزل مدينة حرّان ، فدعا جند خراسان فألحقهم في الثمانين وجعلهم الخواص ، وبايع لنفسه ، وشخص عن حرّان يريد العراق ، ثم وثب على أهل خراسان فقتلهم ، وسار أبو مسلم وعبد الله بن علي يريد القادر (٣) من أرض نصيبين فاقتتلوا قتالا شديدا ، فانهزم عبد الله بن علي ومعه عبد الصّمد بن علي فلحقا برصافة هشام ، وأخذ عبد الصّمد بن علي ، فوجّه به إلى أبي جعفر فأمنه وعفا عنه وقدم عبد الله بن علي البصرة على سليمان بن علي فأكرمه وتوارى عنده ، وبعث أبو جعفر بيقطين بن موسى (٤) إلى أبي مسلم يأمره بإحضار ما في عسكر عبد الله بن علي ، فغضب أبو مسلم من ذلك وأجمع على الخلاف والمكر ، وشخص أبو جعفر إلى المدائن وشخص أبو مسلم فأخذ طريق خراسان يريدها مخالفا لأبي جعفر.
وقتل أبو مسلم يوم الأربعاء لسبع ليال خلون من شعبان في هذه السنة. وعلى مكة العباس بن عبد الله بن معبد ، فمات عند انقضاء الحج ، فضم إسماعيل عمله إلى زياد بن عبيد الله ، فأقره أبو جعفر.
وخرج في هذه السنة خارجي بنيسابور وسار إلى الري فغلب عليها وعلى قومس ، فوجّه أبو جعفر جمهور بن مرار العجلي ، فقتله ، وقتل زهاء خمسين ألفا ، وسبى ذراريهم ، وفيها خرج حرملة الشيباني بناحية الحيرة (٥).
أخبرنا [أبو] محمّد هبة الله بن أحمد ، أنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد ، نا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب : أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ ، قال :
قال الوليد : أدركت ولاية الأمين وأمراء المؤمنين من آل رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد ائتموا بما مضى من سنّة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومن بعده من ولاة الأمر في ... (٦) والصوائف وتقوية
__________________
(١) رأس الدروب ، هو المضيق ما بين طرسوس وبلاد الروم ، وقد ورد في الطبري ٧ / ٤٧٤ أفواه الدروب (وانظر ياقوت).
(٢) المعرفة والتاريخ : الجزيرة.
(٣) كذا بالأصل ، وفي المعرفة والتاريخ : بباب الغادر ، ولم أجده.
(٤) عن المعرفة والتاريخ وبالأصل : «ينقطن بن مسلم».
(٥) المعرفة والتاريخ : بناحية الجزيرة.
(٦) كلمة غير واضحة رسمها : القا.