استقدمه يزيد بن معاوية ، وكان قد وجد عليه في أشعار قالها ، فلما قدم عليه مدحه بأشعار حثّه فيها على العهد إلى ابنه معاوية بن يزيد ، وكان يقال له من حسن شعره العطّار.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب ، أنا علي بن عبد العزيز ، قال : قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم (١) ، أنا أبو (٢) خليفة الفضل بن الحباب ، نا محمّد بن سلّام قال (٣) : في الطبقة الخامسة من الإسلاميّين فذكرهم وذكر فيهم عبد الله بن همّام السّلولي.
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد بن محمّد العلوي ، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر ، عن أبي عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني قال :
عبد الله بن همّام بن نبيشة بن رياح بن مالك بن الهجيم بن حوزة بن عمرو بن مرّة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن. وولد مرّة بن صعصعة أمّهم سلول إليها ينسبون وعبد الله يكنى أبا عبد الرّحمن.
قال أبو محمّد : وكان يسمّى العطار لحسن شعره ، وكان في صدر الإسلام وهو أحد فصحاء الكوفة المشهورين ، وكان وجيها عند آل أبي سفيان مكينا عندهم ، وبلغ سنا عاليا وهو القائل للنعمان بن بشير أيام تقلّده الكوفة (٤) :
إذا انتصبوا (٥) للقول قالوا وأحسنوا |
|
ولكنّ حسن القول يخلفه (٦) الفعل |
وذمّوا لنا الدنيا (٧) وهم يرضعونها |
|
أفاويق حتى ما يدر لها ثعل (٨) |
وله لما بويع يزيد بن معاوية (٩) :
شربنا الغيظ حتى لو سقينا |
|
دماء بني أمية ما روينا |
__________________
(١) الأصل : سالم ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٨٢.
(٢) كتبت «أبو» بالأصل فوق الكلام بين السطرين.
(٣) طبقات الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي ص ١٨٠.
(٤) البيتان من قصيدة في الأغاني ١٦ / ٣١ (ضمن أخبار النعمان بن بشير) والكامل للمبرد ١ / ٧٧ و٧٣٧.
(٥) في المصدرين : نصبوا.
(٦) في المصدرين : خالفه الفعل.
(٧) الأغاني : يذمون دنياهم.
(٨) أفاويق جمع أفواق وهو جمع فيقة بكسر الفاء ، اسم اللبن الذي يجتمع في الضرع بين الحلبتين.
والثعل خلف زائد صغير في أخلاف الناقة وضرع الشاة ، لا يدرّ من اللبن شيئا.
(٩) البيتان في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ٤٧٠ والبداية والنهاية بتحقيقنا ٨ / ٣٦٢.