فيا جيرة القبر من يثرب |
|
أجير ومحب إليكم دنا |
وقولوا قدمت على أحمد |
|
شفيع العصاة وكنز الغنا |
فبشراك ما ترتجي حاصل |
|
ويهنيك هذا مقام الهنا |
وقيل :
يا جيرة نزلوا بوادي المنحنا |
|
ما للمتيم عن محبتكم غنا |
وغيري إذا طال الزمان سلاكم |
|
وتغيرت أحواله إلا أنا |
إن صح لي ذاك الوداد ودام لي |
|
برضاكم فتحت أبواب الهنا |
وتلطف الذهبي حيث يقول :
تولى شباب كأن لم يكن |
|
وأقبل شيب علينا تولى |
ومن عاين المنحنا والنقا |
|
فما بعد هذين إلا المصلى |
[وقال آخر] :
كفى مودنا باقتراب الأجل |
|
شباب تولى وشيب قد (١) نزل |
وموت الأخلاء ما بعده |
|
بقاء يؤمله من عقل |
إذا ارتحلت قرناء الفتى |
|
فلا شك في أنه قد رحل |
[الشيخ شرف الدين بن الفارض] :
سقيا لأيام مضت مع جيرة |
|
كانت ليالينا بهم أفراحا |
وأما على ذاك الزمان وطيبة |
|
أيام كنت في (٢) الغرب قراحا |
حيث الحمى وطني وسكان النقا |
|
سكنى ووردي الماء فيه مباحا |
وأهيله أربي وظل نخيله |
|
طربى ورمله واديه مراحا |
ما رنحت ريح الصبا شيخ الربا |
|
إلا وأهدت منهم أرواحا |
وقد اشتمل النقا على حدائق ذات بهجة فمن أحسنها بئر ودى (٣) بن الأمير جمال الحسين (٤) فإنها اشتملت على الشجر المتفرع والغرس المتنوع والعمارة الحسنة والأوضاع المستحسنة وماؤها أعذب ماء هنالك قال في الوفا ولعلها بئر أبي عنبة التي عرض رسول الله صلىاللهعليهوسلم عسكره عليها في جيش بدر ورد من استصغر (٥) وهي على ميل من
__________________
(١) سقط من أ.
(٢) في ب [من].
(٣) في ب [وادي].
(٤) في ب [الحسيني].
(٥) أخرجه البخاري في المغازي ٧ / ٣٣٩ الحديث ٣٩٥٦. والإمام أحمد في مسنده ٤ / ٣٦٥ الحديث ١٨٦٥٨. وفي موضع التخريج أن من استصغر هو البراء ـ رضي ـ