خطرتم على النوم وهو محلل |
|
وحللتم التعذيب وهو حرام |
إذا نبتم عن حاجر وحجرتم |
|
على السمع أن يدنو إليه كلام (١) |
فلا ميلت ريح الصبا فرع بانه |
|
ولا سجعت فوق الغصون حمام |
ولا قهقهت فيه الرعود ولا بكى |
|
على حافتيه بالعشاء غمام |
فما لي وما للربع قد بان أهله |
|
وقد فوضت من ساكنيه خيام |
ألا ليت شعري هل إلى الرمل عودة |
|
وهل لي بتلك البانتين لمام |
وهل تهله (٢) من بئر عروة عذبة |
|
أداوي بها قلبّا يراه أرام |
ألا يا حمام الأراك إليكم |
|
فما لي في تغريد كن مرام (٣) |
فوجدي وشوقي مسعد ومؤانس |
|
ونوحي ودمعي مطرب ومدام |
قال في الخلاصة : بئر عروة هذه ميمونة مأثورة ، وكان الزوار لا يتجاوزون العقيق حتى يتزودوا من مائها وفيها يقول السري بن عبد الرحمن الأنصاري :
كفنوني إن مت في درع اروى |
|
واستقوا لي من بئر عروة مآى |
سخنه في الشتاء بارده في الصيف |
|
سراج في الليلة الظلماء |
وقال إبراهيم بن موسى الزبيري :
ليت شعري هل العقيق فسلع |
|
فقصور الجمآء فالعرصتان |
فإلى مسجد الرسول فما حا |
|
زا لمصلى فجانبا بطحان |
فبنوا مازن على العهد أم |
|
ليس كعهدي في سالف الأزمان |
قال أبو قطيفة :
القصر ذو النخل فالجمآء بينهما |
|
أشهى إلى النفس من [أبواب جبرون](٤) |
والمراد القصر الذي ابتناه سعيد بن العاص بن أمية أحد مشاهير الأجواد بصره عرصة العقيق وكان بنوا أمية يمنعون البناء في العرصة خنا بها فاحتفر بها سعيد وغرس النخيل والبساتين وكان نخلها أبكر شيء بالمدينة وتسمى عرصة الماء وابتنى مروان بن الحكم بعرصة البغل قصرّا واحتفر بها عينّا.
وفي ذلك يقول الوليد :
لم أنس بالعرصتين مجلسنا |
|
بالسفح بين العقيق والسند |
__________________
(١) في ب [أزيدوا نواله كلام].
(٢) في ب [قهلة].
(٣) في ب [مكرم].
(٤) في ب [إيوان جيرون].