وإن لم تواصل عادة السفح مقلتي |
|
فلا عادها عيش بمعناه أخضر |
قال ابن حجة في كتاب كشف اللثام عن وجه التورية والاستخدام بعد إيراد البيتين فيه انظر أيها المتأهل إلى صحة الاشتراك في الاستخدامين وانسجام البيت الأول مع الثاني ، وسيلان الرقة من هذا القطر النباتي والتشبيب المرقص بالمنازل الحجازية والغزل الذي يليق أن تصدر به المدائح النبوية ومن الشعر المنسجم المحرك للأشجان.
أبكي إذا ذكر العقيق بمثله |
|
لعهود جيرته وحسن [المعهد](١) |
فسقى الحيا تلك البقاع فتربها |
|
لجلاء عن القلب مثل الأثمد |
السري الرفا :
إذا ذكر العقيق لنا سرنا |
|
عقيق الدمع سحا وإنهمالا |
وسال من معالمه محيلا |
|
فتطلب من إجابته محالا |
سعد الدين بن عربي :
هذا العقيق فما لقلبك يخفق |
|
أتراه من طرب إليه يصفق |
بانت له بانات سلع فانثنى |
|
وله إلى نسماتهن تشوق |
ومن محاسن المدينة :
البركة المباحة وهي بركة الأمير بيري وهي في قبلي جادة العقيق وعندها حديقة وكان عليها بناء حسن لعبت به الرياح وبركة الأمير قاسم على بئر الأعجام وهي من قبلي مسجد السقيا وعندها سبيل ومشربه على حديقة لطيفة وكانت مقيلا للأعيان ومنتزهّا لمن تناءت به الأوطان فدارت بها الليالي ، حتى صارت كالرسم الخالي وكل عمارة تغدو خرابا ، عمارتها بتكرار الرياح العسيرية (٢) وهي بركة عظيمة عليها عمارة حسنة وايوان لطيفة وهي من قبلي جادة النقا وبركة الوزير داود باشا وهي في غربي عمارته عند مقسم العين الزرقا وهي منهل الركب المصري وبركة المصلى وهي الكائنة في شرق حوسن عمر أنفدي وبركة الوزير مصطفى باشا وهي الكائنة في غربي بستانه في شمال باب السور الشامي وهي منهل الركب الشامي ولكل واحدة من هذه البرك أوقاف وخدمة وناظر ومن محاسن المدينة عمارة السلطان مراد عليه رحمة الله ، رب العباد ، فإن عليها مدار المهاجرين ، والفقراء والمجاورين وكان لها خبز يصلح للقرا وكان يطبخ فيها اللحم ويفرق على الفقراء ، وكان الفقير إذا نال نصيبه من الأرز المطبوخ في ليلة الجمعة
__________________
(١) في ب [العهد].
(٢) في ب [العتيرية].