يصلن بنوحي نوحهن وإنما |
|
بكيت بشجوي لا بشجو الحمائم |
فلله هاتيك الحدائق ، وقد سقاها ماءه النعيم ، وألبسها نعماءه النسيم ونقل الشمال إلى الشميم طيبها وتحركت بالأشواق إليها قلوب العشاق ولا تحرك الأغصان حين حرك رطيبها ولقد طالت حيرة البليغ في وصفها وما عسى أن تحمل الشمال من طيب عرفها :
فيا حسن هاتيك الرياض وطيبها |
|
فكم قد حوت حسنا يجل عن الجد |
ولا سيما تلك السواني فانها |
|
تجدد حزن الواله المدنف الفرد |
أطارحها شجوي وصارت كأنما |
|
تطارح شجواها بمثل الذي أبدي |
وما بين هاتيك النخيل منارة |
|
تجدد ما قد فات من (١) سالف العهد |
وفي سفح ذاك الجزع أي كواكب |
|
تلوح وتبد من قريب ومن بعد |
سقى سفحها وبل من الغيث هاطل |
|
وحتى حماها بالعبيير وبالند |
فكم قد نعمنا في ظلال رياضها |
|
بعيش هنيء في أمان وفي سعد |
فمن لي بها مع من ود دنوه |
|
ومن لي بها في غير بلوى ولا جهد |
أنشد لنفسه الشيخ أبو عبد الله الفيومي :
لله يوم في قبا قد مر لي |
|
في جمع أحباب وبسط زائد |
وتمتعت في روضة أحداقنا |
|
بحدائق تسقى بماء واحد |
وقال العفيف التلمساني :
يا سائق العيس نحو كاظمه |
|
بلغ سلامي لساكنين قبا |
وقل قضى ذلك المشوق بكم |
|
وما قضى من وصالكم إربا |
ومن سحريات الحدائق :
ما نلت ليلة وصلي طيب السمر |
|
حتى مررت بنا نسمة السحر |
لقد أتيت على ما كان في خلدي |
|
وجئت يا عذبة المحيا على قدر |
لله ليلة أنس بات معتنقي |
|
فيها السرور ينادي طلعة القمر |
ذاك الذي أوتي القرآن معجزة |
|
واختص بالمدح في الآيات والسور |
لولاه ما فاز بالفخر الجميل قبا |
|
وخص بالذكر في التنزيل والخبر |
أكرم به مسجدا ظل الفخار به |
|
فنال فيه النداما أطيب السهر |
والروض قد لعبت أيدي النسيم به |
|
ومالت الغضب والأغصان بالثمر |
__________________
(١) في ب [في].