ومن المحبة نشر المحاسن |
|
والتشبيب بذكر الأماكن |
أعد ذكر من حل الغضايا معدني |
|
وأنا [ضربوا](١) بالأضالع والصدر |
لا تنس سكان العقيق وإن هم |
|
على وجنتي أجدره في مدة [الهجر](٢) |
خطر ببالي. ولاح في خيالي. أن أذكر بعض محاسنها وأتعرض [لذكر بعض أماكنها واشبب باللوى والعقيق](٣) والنقا والفريق طور ... أيمان إذا لاقيت ذا يمن. وإن لقيت معديا فعدناني وقد بدا لي أن يكون هذا المجموع البديع وصفه المنيع جمعه مبنيّا على مقالتين وخاتمة ومن الله تعالى المسئول حسن الخاتمة. فإذا تجلت شموسه وانجلت عروسه سميته الجواهر الثمينة. من محاسن [أهل](٤) المدينة وبالله التوفيق محاسن تهدي المادحين لوضعها فيحسن فيها منهم النثر والنظم وإذا نفحته نوافح القبول من حضرة السيد الرسول وعوذت محاسن هذه الرسالة بالمرسلات وارتشف من زهر منثورها المطلول قطر النبات فالأولى بها حيث اشتملت على [أخبار](٥) ديار المصطفى وهو في الحقيقة حبيب القلوب على الإطلاق وانبأت عن آثار أزهارها مآثر النبوة والصفاء ولا غرو أن تتأرج بهذه الأنفاس المدينة أرجاء الأفاق :
كرر حديثك مخطئا ومصيبا |
|
إن كان عهدك بالديار قريبا |
فلقد رجعت إلى القلوب بروح ما |
|
حدثت أرواحنا وقلوبا |
__________________
ـ كون الشيء علامة له اختصاصه به مطلقا بل يكفي غالبا ، ألا ترى إلى حديث حسن العهد من الإيمان وحب العرب من الإيمان مع أنهما يوجدان في أهل الكفران. اه. قال الحافظ السخاوي : ومما يدل لكون المراد به مكة ما روى ابن أبي حاتم عن الضحاك قال : لما خرج النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ من مكة فبلغ الحجفة اشتاق إلى مكة فأنزل الله : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) قال : إلى مكة. قال : وللخطابي في غريب الحديث عن الزهري قال : قدم أصيل بالتصغير الغفاري على رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ من مكة قبل أن يضرب الحجاب فقالت له عائشة كيف تركت مكة؟ قال : اخضرت جنباتها ، وابيضت بطحاؤها واغدق إذخرها وانتشر سلمها ـ الحديث ، وفيه فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ حسبك يا أصيل لا تحزنيّ. وفي رواية «فقال له النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ويها يا أصيل تدع القلوب تقر». انظر / كشف الخفاء للعجلوني (١ / ٤١٣ ـ ٤١٤) المقاصد الحسنة للسخاوي (ص / ١٩٥).
(١) ثبت في أ [أضرموه].
(٢) ثبت في ب [البحر].
(٣) سقط من «ب».
(٤) سقط من «ب».
(٥) سقط من «ب».