لست أشكر [بها](١) من العيش إلا |
|
أنني لا أزال في جلاسي |
[يدنو لي](٢) مع السماحة وما |
|
وهو متهم يزيد من إيناسي |
[فتهادى](٣) في حرزطة مقيم |
|
ومسائي ما بين ورد وآسي |
يا خليلي من دون كل خليل |
|
وأنيسي من دون أهلي وناسي |
بلغ المصطفى بها من سلام |
|
وثناء معطر الأنفاس |
فهو سؤلي من الأنام جميعا |
|
طوق جيدي أمنيتي تاج راسي |
لا [تخيل](٤) الأيام صدق ولائي |
|
واعتقادي من طيب أصل غراسي |
فعلى كل من يحل بناديه |
|
وجمع الرقاق والجلاس |
من آله الأنام ألف وألف |
|
من سلام تام بغير قياس |
ولقد جاء [في](٥) الأثر عن سيد البشر «حب الوطن من الايمان» (٦) :
__________________
(١) سقط من «ب»
(٢) ثبت في ب هكذا [بدأ وإلى].
(٣) ثبت في ب [فتهارى].
(٤) ثبت في ب [تحيل].
(٥) سقط من «ب».
(٦) قال الحافظ العجلوني : قال الصاغاني : موضوع. انظر / كشف الخفاء للعجلوني (١ / ٤١٣).
قال الحافظ السخاوي : لم أقف عليه ومعناه صحيح. انظر / المقاصد الحسنة (ص / ١٩٥).
قال الحافظ العجلوني : ورد القاري قوله [ومعناه صحيح] بأنه مجيب قال : إذ لا تلازم بين حب الوطن وبين الإيمان. قال ورد أيضا بقوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ) ـ الآية ، فإنها دلّت على حبهم وطنهم ، مع عدم تلبسهم بالإيمان ، أن ضمير عليهم للمنافقين ، لكن انتصر له بعضهم بأنه ليس في كلامه أنه لا يحب الوطن إلا مؤمن وإنما فيه أن حب الوطن لا ينافي الإيمان. أه.
قال الحافظ العجلوني : كذا نقله القاري ثم عقبه بقوله : ولا يخفي أن معنى الحديث حب الوطن من علامة الإيمان وهي لا تكون إلا إذا كان الحب مختصّا بالمؤمن ، فإذا وجد فيه وفي غيره لا يصلح أن يكون علامة. قوله : [ومعناه صحيح] نظرّا إلى قوله تعالى حكاية عن المؤمنين (وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا) ، فصحّت معارضته بقوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا) ـ الآية. الأظهر في معنى الحديث إن صح مبناه أن يحمل على أن المراد بالوطن الجنة فإنها المسكن الأول لأبينا آدم على خلاف فيه أنه خلق فيها أو أدخل بعد ما تكمل وأتم ، أو المراد به مكة فإنها أم القرى وقبلة العالم ، أو الرجوع إلى الله تعالى على طريقة الصوفية فإنه المبدأ والمعاد كما يشير إليه قوله تعالى : (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) أو المراد به الوطن المتعارف ولكن بشرط أن يكون سبب حيه صلة أرحامه ، أو إحسانه إلى أهل بلده من فقرائه وأيتامه ، ثم التحقيق أنه لا يلزم من ـ