وللناس عادات وقد ألفوا بها |
|
لها سنن يدعونها وفروض |
فمن لم يعاشرهم على العرف بينهم |
|
فذاك ثقيل عندهم وبغيض |
وفيه حكمة زيادة أهله فيه ، لزيادة علم المؤتى فيه ، لأنه يزيد علمهم يوم الجمعة ويوما قبله ويوما بعده مسئلة في سنة أربع وثمانمائة جدد برسباي على يد شيخ الخدام قاسم المحلي غالب مسجد قبا وسقطت منارته. سنة سبع وسبعين وثمانمائة فجددت مع عمارة المسجد النبوي على يد الشمس بن الزمن بعد هدم المنارة للأساس مع ما يليها من سور المسجد إلى آخر بابه الغربي وأعيد مع سد الطيقان التي كانت مفتوحة فيه مما يلي السقف تشبه طيقانه الباقية وجدد بعض سقفه (١) وفي حدود الثلاثين [بعد الألف](٢) جددت أيضا عمارته على يد شيخ الحرم النبوي محمد مجد (٣) وهو الآن في نضارة هذه العمارة فلا زال معمورا بدوام الإسلام ولا برح مغموم الأكتاف بالغمام.
تتميم : لما قدم النبي صلىاللهعليهوسلم المدينة نزل في بني عمرو بن عوف على كلثوم بن الهدم فمكث عندهم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وأخذ مربد كلثوم فعمله مسجدا وأسسه وصلى فيه إلى بيت المقدس وهو مسجد قباء (٤).
وجاء في الأثر أن الخضر عليهالسلام يصلي في كل جمعة في خمس مساجد المسجد الحرام ومسجد المدينة ومسجد بيت المقدس ومسجد قباء ويصلي في كل ليلة جمعة في مسجد الطور.
وصلى عليهالسلام إلى الاسطوان الثالث من مسجد قباء في الرحبة ولم يزل يزور المسجد مدة حياته وصح أنه عليه الصلاة والسلام كان يستقبل بيت المقدس (٥) حتى نسخ ذلك فأتى آت قبا وهم في صلاة الصبح فأخبرهم وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة وكانت القبلة قبل صرفها عند الاسطوانة الثالثة في الرحبة. فائدة قال السهيلي إن الصحابة رضياللهعنهم أخذوا التأريخ بالهجرة من قوله تعالى لمسجد أسس على التقوى من أول يوم وهل هو مسجد قبا أم مسجده صلى الله تعالى وسلم عليه قولان أرجحهما الثاني ومن محاسن هذا المسجد بئره التي ماؤها من أحلى المياه وأعذبها وطيب الهواء الرطب واختلافه في أروقته.
__________________
(١) في أ [عققه].
(٢) في ب [وألف].
(٣) في ب [حجر].
(٤) لم أجده.
(٥) أخرجه البخاري في الصلاة ١ / ٦٠٣ الحديث ٤٠٣. وأخرجه مسلم في المساجد ١ / ٣٧٥ الحديث ١٣ / ٥٢٦). وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ٢ / ١٥٤ ج ١٥٥ الحديث ٥٩٣٩.