وكان يقال :
شيئان أحلى من عناق الخرد |
|
وألذ من شرب القراح الأسود |
وأعز من رتب الملوك عليهم |
|
حلل الحرير مطرزّا بالعسجد |
سود الدفاتر أن أكون نديمها |
|
أبد الزمان وبرد ظل المسجد (١) |
ومما يتبرك به بقبا دار سعد بن خيثمة في قبلة مسجد قبا لأنه ورد أنه عليهالسلام اضطجع فيه (٢) وخلفه من الجانب الغربي مسجد ينسب لعلي كرم الله وجهه وأمامه من الجانب القبلي مسجد ينسب لفاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأما مسجد الضرار بقبا فقد عفا أثره وهفا خبره وأما أهل قبا فهم الذين قال الله في حقهم فيه رجال يحبون أن يتطهروا والخلف في بركة السلف وعن عويمر بن ساعدة أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال لأهل قبا ـ إن الله تعالى قد أحسن الثناء عليكم في كتابه العزيز فقال فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ما هذا الطهور فقالوا ما نعلم شيئّا إلا أنه كان لنا جيران من اليهود وكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا (٣) وعن زيد بن أسلم الحمد لله الذي قرب منا مسجد قبا ولو كان بأفق من الآفاق لضربنا إليه أكباد الإبل وعن بعض الأكابر أن المكروب إذا نادى يا أهل قبا فرج الله تعالى عنه (٤).
وما أحسن ما قال :
يحركنا ذكر الأحاديث عنهم |
|
ولو لا هواهم في الحشا ما تحركنا |
ولو لا معانيهم تراها قلوبنا |
|
إذا نحن أيقاظ وفي النوم إن نمنا |
لدبنا أسى من لوعة وصبابة |
|
على أن في المعنى معانيهم معنا |
فقل للذي ينهى عن الوجد أهله |
|
إذا لم تذق وشراب الهوى دعنا |
وسلم لنا فيما أدعينا فإننا |
|
إذا غلبت أشواقنا ربما بحنا |
ولله در القائل :
حديث ذاك الحمى روحي وريحان |
|
فلا تلمني إذا كررت ألحاني |
روض به الدوح والريحان قد جمعا |
|
وخضرة ما لها في حسنها تاني |
__________________
(١) سقط من ب.
(٢) لم أجده.
(٣) أخرجه الإمام أحمد في المسند ٣ / ٥١٦ الحديث ١٥٤٩١. والحاكم في المستدرك ١ / ١٥٥ وقال هذا حديث صحيح ووافقه الذهبي.
(٤) سقط من أ.