الماء والزهر والأطيار يرقص في |
|
ميدان أنس على أوتار عيدان |
فالوصل دان وطيب الحال ينشدنا |
|
هذا هو العيش إلا أنه ألهاني |
وقال آخر :
على تلك الربوع وساكنيها |
|
سلام كالسلامة يستطاب |
يكرره لساني بل كتابي |
|
بل الأيام إن درس الكتاب |
وأدعوا الله مع سرف المعاصي |
|
فقد تدعوا العصاة وقد تجاب |
ومن محاسن قبا الحسنية وهي في شرقي المسجد حديقة حسنا أنيقة غناء جامعة بين العمارة والنضارة رياضها زاهية زاهرة وحياضها باهية باهرة قد عذب ينبوعها وأشرقت ربوعها ورق فيها النسيم وتأرج بهاه الشميم».
والماء يخفي سجعي في التدفق صوته |
|
والورق تسجع باختلاف لغاتها |
والوقت ينشد من يحاول صفوه |
|
خذ فرصة اللذات قبل فواتها |
وما أحسن ما قال :
رعى الله أياما بها قد تصرمت |
|
وطيب ليال ما عرفت لها قدرا |
ليالي وصال لو تباع شريتها |
|
بروحي ولكن لا تباع ولا تشرا |
وفي هذه الحديقة بركة بديعة في وصفها محكمة في صنعها محفوفة بالأشجار والأزهار مباحة للفقراء والزوار وأخرى فائقة في أنسها رائعة في نفسها عليها ايوان مشيد الرواق وعمارة تروق الأحداق وعلى ذكر البركة أنشد لنفسه بن تميم :
لقد قابلتنا بالعجائب بركة |
|
مكملة الأوصاف في الطول والعرض |
كان الذي يرنو إليها بلحظة |
|
يرى نفسه فوق السماء (١) وهو في الأرض |
وقال آخر :
وبركة للعيون تبدو |
|
في غاية الحسن والصفاء |
كأنها إذا صفت وراقت |
|
في الأرض جزء من السماء |
مسئلة
إن قيل لم كان القائم على الماء يرى أعلاه أسفله وأسفله أعلاه ويرى السماء تحت الماء مع أنها فوقه الجواب إن معرفة ذلك متوقفة على معرفة قاعدة من علم الهندسة (٢) وهي أن الشعاع الخارج من العين إذا اتصل بجسم صقيل كالماء لم يثبت عليه لصقاله وزلق عنه إلى الجهة المقابلة للرائي إن لم يكن الصقيل أمامه بحيث تكون
__________________
(١) سقط من ب.
(٢) في ب [الهندسية].