خفيفة (١) الماء العذب لطيفة الهواء الرطب وتعرف بالسرارة بفتح السين المهملة وتشديد الراء قال في زهر الرياض ولا يعرف اليوم بالسرارة غير هذه الحديقة وما حولها وبها نخلة مثنية يقال إنها انثنت للنبي صلى الله تعالى وسلم عليه حتى تناول منها (٢). وهذا على المشهور (٣) لا على ما هو المسطور والناس يتبركون بها لذلك ويشترون ثمرها بأعلى ثمن وليست من حر النخل بل من أوسطه ويسمى جنسها الوحشي بصيغة مقابل (٤) الإنسي والحديقة المذكورة بيد آل شاهين من الأشراف الوحاحدة الحسينيين انتهى.
قلت وإذا صح خبر النخلة فينبغي أن تكون من حر النخل بل يجب أن تكون من أعلاه كما قال :
وأكرم إحداق الحدائق منشدا |
|
لعين تجازي ألف عين وتكرم |
وما زال الناس يهدون تمر المدينة المنورة إلى الآفاق ويتبارك به كل محب ومشتاق وأنشدوا :
أفضل تهدية أمثالنا |
|
من طيبة مدفن خير الأنام |
بعض تميرات إذا أمكنت |
|
تبرّكا ثم الدعا والسلام |
وقال آخر :
خير الهدية من مدينة أحمد |
|
دعوات صدق عند قبر المصطفى |
بركاتها ترجى ويرجى نفعها |
|
وبها الشفاء لمن يكون على شفا |
وقد أدركت جزوعّا بالية مجموعة في هذه الحديقة يتبرك الناس بها ويزعمون أنها بقايا تلك النخلة وأولادها وقد وضع عليها مسجد لطيف وذلك في حدود نيف وعشرين ألف وخلف هذه الحديقة من جهة الشمال حديقة معطرة بالأزهار مشتملة على أعناب ونخيل وأشجار تعرف بجزع العرصات (٥) ولعلها المعنية بقوله :
إلى الله أشكو بالمدينة حاجة |
|
وبالجزع أخرى كيف يلتقيان |
وبالجملة فإنها بقعة تأرجت بطيب تربها وأشرقت أرضها بنور ربها وطلعت أهلة بدورها من آفاق السعود وتواصلت نفحات الهوى المقصور بها ولا تواصل نسمات الهوى المحدود.
__________________
(١) في ب [خفيه].
(٢) لم أجده.
(٣) في ب [هو].
(٤) في أ [مفانيل].
(٥) في أ [الفرمات].