فهي الروضة المورقة الأشجار |
|
والغيضة المونقة الأزهار |
فلو أنني في جنة الخلد بعدها |
|
ذكرت ولا أنسى للذاتها أنسا |
فيا لها من رياض تعطرت بأرجها (١) الأنفاس ، وقال لسان التصديق في جواب الاستفهام عنها لا بأس رياض أشجارها باهية باهرة ، وحياض أزهارها زاهية زاهرة.
وقال آخر :
رياض بها الحصباء در وتربها |
|
عبير وأنفاس الشمال شمول |
تسلسل فيها ماؤها وهو مطلق |
|
وصح نسيم الروض وهو عليل |
رياض أثمارها باسقة وغياض أطيارها ناطقة فلو تأملت في أغصان رياضها الأنيقة لرأيت كلا بمفرده حديقة فمدعى نضارتها عند أهل النظر مسلم وعلي محاسنها سالم من أن يوصف إلا بأنه موثق معلم قد فجرت على أرضها ينابيع البديع عيونا وانشأت على رياضها من أغصان التفريع فنونا فطفقت تخطر بأكمام ثمرها وجعلت ترمق بأحداق زهرها ولقد أغدقت سحابها وتنمقت رحابها وهب نسيمها واهتز وسيمها وطالما أوقع القلب في شرك الهوى تغريد هزارها وضاعف للصب غرامه طيب أزهارها هوى روضة قد طبق الأفق طيبها.
هوى تذوق العينان منه وإنما |
|
هوى كل نفس حيث حل حبيبها |
فيا حسنها من رياض غدا |
|
جنوني فنونا (٢) بأفنائها |
جرى الماء فيها على رأسه |
|
لتقبيل أذيال أغصانها |
أو هي كما قال :
روض كأن ترابها |
|
أبدّا بماء الورد يسقى |
وكأن تربة أرضها |
|
جدبت من الكافور عرفا (٣) |
أو كما قال :
رياض بكاها المزن وهي بواسم |
|
فناحت بغير الحزن فيها الحمائم |
وأودعت الأنواء فيهن سرها |
|
فنمت عليهن الرياح النواسم |
يبيت الندى في أفقها وهو ناثر (٤) |
|
ويضحى على أجيادها وهو ناظم |
كأن الأقاصي والعقيق تقابلا |
|
خدود جلاهن الصبا ومباسم |
__________________
(١) في ب [بأرحها].
(٢) في ب [جنوني جنونا].
(٣) سقط من ب.
(٤) في ب [ناشر].