ثلاثا عليك السلام من ماء زمزم وماء الفرات ؛ لم يضره وعن الباقر رضي الله تعالى عنه شرب الماء من قيام بالنهار أمرى وأصح (١) وبالليل يورث الماء الأصفر. كذا في مكارم الأخلاق.
وأنشد الحافظ ابن حجر العسقلاني :
إذا رمت شربا فاقعد تفز |
|
بسنة صفوة أهل الحجاز |
وقد صححوا شربه قائما |
|
ولكنه لبيان الجواز |
تتميم اجتمع عند كسرى من الحكماء عراقي ورومي وهندي وسوادي فقال كسرى ليصف كل منكم الدواء الذي لا داء معه فقال العراقي هو ان تشرب كل يوم على الريق ثلث جرع من الماء الساخن ، وقال الرومي هو أن يسف كل يوم قليلا من حب الرشاد وقال الهندي هو أن تأكل كل يوم ثلاث حبات (٢) من الاهليلج الأسود والسوادي ساكت وكان أصغرهم وأحدقهم.
وكان يقال :
عليكم بآراء الشباب فإنها |
|
فروع ذكاء لم تنل قدم العهد |
فقال له الملك ألا تتكلم فقال أيد الله الملك ، الماء الساخن يذيب شحم الكلا ويرخي المعدة وحب الرشاد يهيج الصفرا ، والاهليلج الأسود يحرك السودا ، قال فما الذي تقول أنت فقال الدواء الذي لا داء معه أن لا تأكل حتى تجوع ولا تشرب حتى تظمأ فإذا أكلت أو شربت فارفع يدك عند الشبع واقطع شربك قبل الري (٣) فإنك لا تشكو إلا علة الموت ، فصدقه (٤) كل منهم فيما ادعاه ، وكان يقال الاحتماء في وقت الصحة خير من شرب الأدوية وقت المرض. وكان يقال الطب حفظ صحة موجودة أورد صحة مفقودة ، الأول متيسر والثاني متعسر أو متعذر ومن المجربات درهم مستكا (٥) يطبخ في رخل ماء صاف (٦) في فخار جديد إلى أن يذهب ثلثه للاستسقاء والقيء والغثيان والزحير ويقوي الهضم ، ويجدد الفخار في كل مرة ويذلها الأذخر وتعديله الجوز كذا في التذكرة. وقد طال الكلام وخرج عن سلك النظام ولربما ساق المحدث بعض ما ليس النديم إليه بالمحتاج وهذا وان كان من قبيل الجمل المعترضة
__________________
(١) في أ [أصبح].
(٢) في ب [قليلا].
(٣) سقط من ب.
(٤) في ب [فصدقه الملك وصدقه].
(٥) في ب [مصطكا].
(٦) سقط من أ.