والمجاور للرمل والتراب وأصول الشجر والحشائش ردى يعفن الأخلاط ، وغدير المطر إذ صفته الرياح جيد جدا ينفع المجرور والمكدود ، والكبريتي يعقب الحكة والجرب شربا ويمنع منهما غسلا كمالح وزاجي ، وماء الشب يقبض ويمنع تولد القمل غسلا وماء الحديد سواء أخذ من معدنه أو طفى فيه يقوى الأعضاء ويحبس الاسهال والدم ويمنع الخفقان والزحير ، وأما ماء الذهب والفضة أعظم فيما ذكر خصوصا بالطفى ، وماء النحاس مضر وأخبث منه ماء الرصاص ولا بأس بماء القصدير. وللماء الصحيح لذة ودخل في تدبير الصحة إذا استعمل بشروطه فهو لا يؤخذ قبل هضم فإنه مفسد للأغذية مبرد للمعدة ، مصعد للأبخرة ، وأن لا يستعمل الفاسد منه بلا مصلح ، كأكل البصل قبله وبعده ومزجه بالخل وأن يكون بداعية صادقة فما شرب قبل خمس عشر درجة تمضى من الأكل الصفراوي وضعفها لدموي ، وخمسة وأربعين لسوداوي وستين لبلغمي كاذب لاعتداد به ، شديد النكاية ولا بعد فاكهة فإنه يفسد الدم ولا بعد حمام وجماع فإنه يورث الرعشة والخدر ولا نوم لمن نام ولم يأخذ كفايته منه (١) ، ولا قائما ولا متكئا والحار يفسد ولا يروي بل يغير اللون ، والثلج والبرد أقل رطوبة من باقي المياه ويأخذه العطشان قبل الأكل وفي خلاله جائز بقدر الداعي ، ولا يجوز على الريق إلا صيفا أو زمن الطاعون انتهى.
ويروى انه عليه الصلاة والسلام أكل طعامّا وشرب ماء باردا في الصيف وقال يا بردها على الكبد (٢) ، حكاه في كتاب البركة. وعنه عليه الصلاة والسلام إذا شرب أحدكم الماء فليشرب أبرد ما يقدر عليه لأنه أطفى (٣) للمرة وأنفع للغلة (٤). وكان يأكل البرد ويقول يقتل الدود في الإنسان ، وعنه عليه الصلاة والسلام الشرب في اثر الدسم داء في البطن (٥). ويقال ان وجع الكبد من العب وهو جرع الماء من غير مص. وشرب عليه الصلاة في نفسين. وروى عنه عليه الصلاة والسلام من شرب الماء على الريق انتقضت قوته (٦). وعن الإمام جعفر الصادق رضياللهعنه من شرب الماء بالليل وقال
__________________
(١) سقط من ب.
(٢) وروى عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن أحب شراب عنده الحلو البارد الفرقدي (١٨٩٥) ـ للإمام أحمد ٢٤١٨٤
(٣) في ب [طغى].
(٤) لم أجده.
(٥) لم أجده.
(٦) أخرجه الطبراني في الأوسط ٥ / ٥١ ـ ٥٢ الحديث ٤٦٤٦. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٥ / ٨٩ ، ٩٠ وقال فيه محمد بن مخلد الرعيني وهو ضعيف.